+A
A-

الصحافة ستشتاق لداعمها ومعزز دورها

رحل‭ ‬الفقيد‭ ‬الغالي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬رحيله‭ ‬سقطت‭ ‬دموع‭ ‬حارة‭ ‬على‭ ‬خد‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬عين‭ ‬الصحافة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬النصير‭ ‬والظهير‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالكة‭ ‬وفي‭ ‬الملابسات‭ ‬والمنعطفات‭.‬

وحدها‭ ‬الصحافة‭ ‬تمشي‭ ‬في‭ ‬جنازتها‭ ‬اليوم‭ ‬يتيمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رحل‭ ‬راعيها‭ ‬وسندها‭ ‬الغالي‭.‬

لسان‭ ‬الصحافة‭ ‬يقول‭ ‬اليوم‭: ‬“خليفة‭ ‬اشتقنا‭ ‬لك‭ ‬ونحن‭ ‬بداية‭ ‬الفراق،‭ ‬إذا‭ ‬تعب‭ ‬المواطنون‭ ‬والمسؤولون‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬تستند‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬نصرتها،‭ ‬لكنني‭ ‬إذا‭ ‬تعبت‭ ‬أستند‭ ‬إلى‭ ‬كتفيك،‭ ‬فمن‭ ‬لي‭ ‬سند‭ ‬بعد‭ ‬سموك؟”‭.‬

سيبقى‭ ‬قنديل‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬مضاءً‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬تسترشد‭ ‬منه‭ ‬الصحافة‭ ‬نورًا‭ ‬وقبسًا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬الجميل‭.‬

القائد‭ ‬العظيم‭ ‬كان‭ ‬يولي‭ ‬الصحافة‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالغًا‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬أوجه‭ ‬اهتمام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بالصحافة‭ ‬والصحفيين‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬الصحافة‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬والأمثلة‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬سموه‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬بريد‭ ‬القراء‭ ‬ليطلع‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬المواطنين‭ ‬وشكاواهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصحافة‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬بتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬والتحقيق‭ ‬في‭ ‬شكاواهم‭.‬

وكان‭ ‬سموه‭ ‬يوجه‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المسؤولين‭ ‬باستمرار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬التساؤلات‭ ‬المطروحة‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬يوجه‭ ‬سموه‭ ‬بفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الصحفيين؛‭ ‬لتمكينهم‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بمهمتهم‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬ولما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬ومصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬فالصحافة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬سموه‭ ‬عندما‭ ‬تتطرق‭ ‬أو‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نواقص‭ ‬هنا‭ ‬وقصور‭ ‬هناك،‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية،‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تصحيح‭ ‬الخلل‭ ‬والأخطاء،‭ ‬وهذا‭ ‬جزء‭ ‬أساس‭ ‬ورئيس‭ ‬من‭ ‬دورها‭.‬

التقدير‭ ‬المميز‭ ‬الذي‭ ‬يخصه‭ ‬سموه‭ ‬للصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬أسهم‭ ‬مساهمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬الوطني‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬مناسبة‭ - ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تصريحاته‭ ‬أو‭ ‬لقاءاته‭ - ‬إلا‭ ‬ويؤكد‭ ‬المكانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬للصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وما‭ ‬تتحلى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مهنية‭ ‬وموضوعية‭ ‬رصينة،‭ ‬ودورها‭ ‬الرائد‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بوعي‭ ‬المجتمع‭ ‬وثقافته،‭ ‬وأن‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬باستنارتها‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬خير‭ ‬معين‭ ‬لجهود‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمع‭ ‬ومواصلة‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭. ‬ستظل‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للصحافة‭ ‬ومضة‭ ‬منيرة‭ ‬في‭ ‬درب‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وحافزا‭ ‬كبيرا‭ ‬للصحافة‭ ‬والأقلام‭ ‬الوطنية‭ ‬حتى‭ ‬تواصل‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نافذة‭ ‬شفافة؛‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مشكلات‭ ‬المواطن‭ ‬وهمومه‭ ‬بروح‭ ‬وطنية‭ ‬وبكل‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬ومواصلة‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مكتسبات‭ ‬الوطن‭ ‬وتعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬بين‭ ‬أبنائه،‭ ‬وتوعية‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بالقضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬والتثقيف‭ ‬بالقضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬إيمان‭ ‬سموه‭ ‬بالصحافة‭ ‬والصحافيين‭ ‬خصص‭ ‬سموه‭ ‬جائزة‭ ‬عزيزة‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬إعلامي‭ ‬وصحفي‭ ‬في‭ ‬البحرين؛‭ ‬لأنها‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬الراحل،‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬برهانا‭ ‬ساطعا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تقدير‭ ‬سموه‭ ‬اللامحدود‭ ‬للصحافة‭ ‬الحرة‭ ‬والمسؤولة‭ ‬ورسالتها‭ ‬التنويرية‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمتواصلة‭ ‬خلال‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭.‬

في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬“ما‭ ‬تشهده‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬وازدهار‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لديناميكية‭ ‬وحيوية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتحضره‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬ينعم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أجواء‭ ‬الحرية‭ ‬والانفتاح‭ ‬وما‭ ‬يوليه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬بضمان‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يكفله‭ ‬الدستور‭ ‬والقانون”‭.‬

وكان‭ ‬دومًا‭ ‬يردد‭ ‬بالقول‭: ‬“إننا‭ ‬نكن‭ ‬لرجال‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬كل‭ ‬تقدير،‭ ‬فهم‭ ‬قادة‭ ‬الرأي‭ ‬وأعمدة‭ ‬الفكر،‭ ‬ولهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفي‭ ‬نفسي‭ ‬شخصيا‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة،‭ ‬وإن‭ ‬صحافتنا‭ ‬وأقلامنا‭ ‬الوطنية‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬يقربنا‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬وطموحات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حاضرهم‭ ‬ومستقبلهم،‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وما‭ ‬يطرحونه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬وموضوعات‭ ‬تهم‭ ‬الشأن‭ ‬الوطني”‭.‬

إن‭ ‬تخصيص‭ ‬جائزة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬سموه‭ ‬لتكريم‭ ‬الصحفيين‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬ترجمة‭ ‬فعلية‭ ‬للدعم‭ ‬الذي‭ ‬تلقاه‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬سموه،‭ ‬ويأتي‭ ‬تكريم‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬والكتاب‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تقدير‭ ‬سموه‭ ‬لعطائهم‭ ‬المتجدد‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بتميزهم‭ ‬والتزامهم‭ ‬بالرسالة‭ ‬النبيلة‭ ‬لمهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬التنوير،‭ ‬كما‭ ‬يأتي‭ ‬وسيلة‭ ‬لحفز‭ ‬الإبداع‭ ‬وتشجيع‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬لبذل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تطوير‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والارتقاء‭ ‬بها‭.‬