+A
A-

لبنان يقرر هدم صوامع الحبوب بعد تضررها بانفجار المرفأ

أعلن وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة، اليوم الخميس، أنه سيصار في المرحلة المقبلة إلى هدم إهراءات الحبوب بعد تصدّع أساساتها جراء الانفجار المروّع الذي هزّ مرفأ بيروت قبل ثلاثة أشهر.

وقال نعمة في مؤتمر صحافي عقده في الوزارة، إنه بعد دراسة واقع المبنى من قبل خبراء "تبيّن لنا أن الإهراء متضرر.. ويشكل خطراً على السلامة العامة للذين يقتربون منه".

وأوضح أن "إمكانية الانهيار واردة في كل لحظة، خاصةً أن أساسات (المبنى) متضررة، وبات هدمه ضرورة لتفادي أي مشكلة أخرى قد تطرأ"، لافتاً إلى أن "الجيش سيتولى هدم الإهراء بمواكبة من الخبراء".

ووقع انفجار مروّع في العنبر رقم 12 المجاور لإهراءات القمح في المرفأ في الرابع من أغسطس الماضي، ما تسبّب بمقتل أكثر من مئتي شخص بينهم عدد من موظفي غرفة التحكم في الإهراءات وإصابة أكثر من 6500 شخص. كذلك، ألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ وعدد من أحياء العاصمة.

وعزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في المرفأ من دون شروط وقاية. وتحقق السلطات، التي أوقفت 25 شخصاً بينهم كبار المسؤولين عن إدارة المرفأ وأمنه، في القضية من دون أن تعلن عن أي نتائج بعد.

وكان حوالي 45 ألف طن من الحبوب، خصوصاً القمح والذرة، مخزنة في الإهراءات عند وقوع الانفجار، وفق وزارة الاقتصاد، من دون أن تتضح الكميات التي ما زالت موجودة في قسم من الصوامع.

إلا أن نعمة أوضح أنها "غير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني"، وفق ما أظهرته تقارير أعدها خبراء بعد الانفجار. وأضاف: "سنعمل لتفريغ الصوامع في أسرع ما يمكن ومن دون مخاطرة" حفاظاً على سلامة العمال.

وبدأ لبنان بناء الإهراءات في نهاية الستينات، بفضل قرض حصل عليه حينها من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

وحذّرت الأمم المتحدة نهاية أغسطس من أن أكثر من نصف سكان لبنان معرضون لمواجهة خطر انعدام الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة، بعدما فاقم الانفجار الأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد.

ودعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) في تقرير، الحكومة اللبنانيّة إلى إعطاء الأولوية لإعادة بناء اهراءات الحبوب باعتبارها أساسية للأمن الغذائي الوطني.

وجاءت تصريحات نعمة غداة إعلان بلدية الغبيري (ضواحي بيروت) عن أن آلاف أطنان الطحين المقدمة للبنان من دولة العراق بعد الانفجار معرّضة للتلف جراء تخزينها تحت مدرجات المدينة الرياضية، ما أثار انتقادات واسعة لوزارة الاقتصاد.

وقال نعمة في هذا السياق إن "الكمية المتضررة لا تتعدى ثلاثة أكياس وستسحب تدريجاً". وأوضح أن الهبة العراقية بلغت 10 آلاف طن، تم توزيع نحو 3000 منها، بينما تمّ تخزين الكمية المتبقية في المدينة الرياضية.