وقف محارب السرطان المتعافي علي حسن أمام جمع يسير من الحضور فرضته متطلبات التباعد الجسدي بسبب جائحة كورونا ليرسل رسالته المؤثرة :"منكم نستمد القوة"، ليختصر بهذه العبارة القصيرة مدى احتياج محاربي السرطان للدعم النفسي والمعنوي من أحبتهم.

شكرًا.. عوائلنا

هذا المحارب شارك في مبادرة طيبة طرحتها المواطنة نعيمة علي التي تدير عربة طعام أسمتها "زوارة أمي"، لتجمع هذا العدد "الممكن" في احتفالية لدعم محاربي السرطان بالتعاون مع مبادرة "كلنا معك" لدعم المرضى وفريق نبضة حياة التطوعي، لكن "علي" لم يغفل عن توجيه الشكر لعائلته ولمحبيه ولمبادرة "كلنا معك" لوجودهم ودعمهم النفسي والمعنوي الدائم الذي يمنح المحاربين "قوة"، فهذه المبادرات كما وصفها "علي" تترك في نفس المرضى الأثر الإيجابي الذي يمنحهم قوة أكبر لمواجهة المرض.

بين الإنساني والمجتمعي

ولكن السؤال الذي يأتي في رحاب شهر أكتوبر، وهو شهر "التوعية بمرض السرطان".. ما الذي دفع صاحبة عربة طعام لأن تنظم مثل هذه الفعالية؟"، والإجابة جاءت على لسان نعيمة التي قالت في كلمتها بحضور عدد من داعمي المرضى وفريق عربتها :"هي مبادرة من باب الحرص على الدعم المتواصل لفئة مرضى السرطان رغم الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا.. نريد التأكيد على أن هذا الدعم المجتمعي لأتي من باب الحس الإنساني والواجب تجاه المجتمع".

تعاون ومساهمة مشرفة

وحرصت "نعيمة" على أن توجه الشكر لمن تعاون "متضامنًا ومساندًا"، فشكرت محافظ الجنوبية سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة ومنتسبي المحافظة على دعمهم للأنشطة الإنسانية، ولاشك، يستحق رجال الأمن العرفان، فرفعت الشكر إلى المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية العميد عيسى حسن القطان، وللمكلف بتسيير أعمال شعبة شرطة خدمة المجتمع الرائد محمد حبيب العلوي، ولشرطة المجتمع لحضورهم ومشاركتهم التنظيمية، أما أولئك "الحلفاء" إن جاز تسميتهم وهم فريق مبادرة "كلنا معك"، وفريق "نبضة حياة التطوعي" فالشكر لهم موصول لتعاونهم ومساهمتهم المشرفة، بل وحتى القليل من الحضور يستحقون الشكر لدعمهم الإنساني والتزامهم بمتطلبات الوقاية والتباعد الجسدي في حفل صغير لكنه كبير في معانيه.

كسر حاجز الخوف والعزلة

ومع توجيه الشكر إلى النائب عن الدائرة التاسعة بمحافظة العاصمة النائب عمار آل عباس كأحد أبرز الداعمين لمبادرة "كلنا معك"، والثناء على مبادرة عربة "زوارة أمي" وفريقها، أعادت المشرفة على الفريق الإعلامي لمبادرة كلنا معك رقية الماجد التأكيد على أهمية الدعم النفسي والمعنوي للمرضى لما له كبير الأثر في نفس المرضى وأهاليهم، معززة بذلك بتقديم (المحارب علي) كمثال حي لهذا الأمر حيث أنه أحد أبطال المبادرة والذي اتسمت شخصيته ببداية المبادرة بالخجل الإجتماعي، منوهة أن وقفته خلال هذه الاحتفالية وكلمته البسيطة تعد دليلًا واضحًا على أن الدعم المناسب للمرضى يكسر حاجز الخوف والعزلة، ويعزز الإندماج المجتمعي بعد تجربة المرض الصعبة.

معكم.. قلبًا وقالبًا

وحيت رئيس فريق نبضة حياة التطوعي ابتسام علي ابراهيم هذه المبادرات التي تعبر عن روح إنسانية ووطنية صادقة ومخلصة لخدمة الناس، وهي أيضًا ترتبط بنيل الثواب من رب العالمين لأن كل المرضى هم في حاجة للدعم والمساندة، كما أثنت على فريق كلنا معك وفريق عربة زوارة أمي، وعبرت عن اعتزازها بكوادر فريق "نبضة حياة" الذي شارك بكوادر إسعافية وتنظيمية، وقدم فقرات التوعية التثقيفية للحضور، فيما اختصر الناشط الاجتماعي حسين حمادة والحضور اليسير المشهد بالتأكيد على أنهم "قلبًا وقالبًا مع محاربي السرطان".