العدد 4382
الثلاثاء 13 أكتوبر 2020
banner
كل شيء تغير على سطح هذا الكوكب إلا أصحاب “الشعارات”
الثلاثاء 13 أكتوبر 2020

في القرن الماضي كان البعض يروج للمفهوم القائل إن القرن الحالي هو قرن الاشتراكية، وزعموا أنها تغزو عقول كل الشعوب في كل البلدان والقارات، وأنها أصبحت آيديولوجية وسياسة كل دولة، وتساق كثير من الحجج للدفاع عن هذا الهراء بشتى الطرق، ثم خرجت جماعة أخرى تمجد الشيوعية وقالت إنها من أجل السلام والتقدم الاجتماعي، وبعدها الماركسية وغيرها من الشعارات التي ربطوها بكل غباء بالتطوير الكامل للمجتمع ورخاء الإنسان ورفاهيته، ولا ضير في ذلك كون المناخ السياسي الدولي في ذلك الوقت يمر بتحولات عميقة منها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المزمنة وكلها تحتاج إلى تصحيحات وتعديلات.

لكن ما يجعل المرء في دهشة من أمره هو أنه لا يزال هناك من يعيش بعقلية القرن الماضي وتحتل تلك الشعارات المكان الأول في حياته وسياسته واهتمامه ويكافح في سبيلها لأنها حسب وجهة نظره تكفل سلامة الاقتصاد والمجتمع، وتقام بينهم حوارات ومناقشات حول كارل ماركس وبلانكي وباكونين وغيرهم، باعتبارهم الوحيدين الذين يستطيعون أن يعدلوا الأوضاع في المجتمع. دخلنا النصف الأول من القرن الحادي والعشرين وكل شيء قد تغير على سطح هذا الكوكب ومازال هناك من يمجد ويتحدث عن تلك الشعارات ويدمنها كما لو يدمن أشياء مضحكة.

نحن نتحدث عن ذروة الأهداف العظيمة للمستقبل، حيث التطور المتكامل والمتناسق وهم مازالوا يتحدثون عن الماركسية ووجه الشمس المعتم المتبقي من عصر الخمسينات والستينات، ويحفرون في أبواب موصدة بطاعة عمياء، كما يحمل سيزيف الصخرة ويرتد إلى جسده الواهي الذي راح يموت شيئا فشيئا، عقول تعيش في ظلال العالم السفلي وتائهة في متاهات التخلف والأمراض ورغم ذلك لديها شوق محموم لتلك الشعارات الفارغة والهراء الذي أكل عليه الدهر وشرب، إنهم يعيشون الظلام الرهيب ويسيرون بشعاراتهم باتجاه الشمس.. يرسلون السلامات والتحيات إلى الرجعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .