العدد 4376
الأربعاء 07 أكتوبر 2020
banner
عالم خالٍ من العُنف
الأربعاء 07 أكتوبر 2020

يأمل الإنسان العيش في عالم خالٍ من العُنف... من استغلال واستعباد، ساعيًا لنشر ثقافة السلام والتسامح والتفاهم بين البشر والدول، وفكرة اللاعُنف جاءت تخليدًا لذكرى ميلاد “المهاتما غاندي”، ولدوره في محاربة الاستعمار البريطاني بدون سلاح قائلًا “اللاعُنف هو أقوى قوة في متناول البشرية”، وهو سلاح بشري وإنساني يُضاهي ما تم التوصل إليه من الأسلحة التي قتلت الإنسان واقتلعت الأشجار وخربت البيئات.

العُنف لا يتوافق مع الديمقراطية ويتناغم مع التمييز في عالم يموج بالكراهية والقتل والاستعباد، واللاعُنف قوة يستطيع بها الإنسان رفض السلبية والخضوع، وأن يُطالب بحقوقه بدون عُنف كما فعل “غاندي”، ويستطيع الإنسان أن يعمل بفعالية أكبر من خلال صراعه مع الآخرين بالمقاومة اللاعنفية ليحقق ما يصبو إليه من تغيير، واللاعُنف ليس ضعفًا ولا استسلامًا بل هو شجاعة.

وفي عالمنا اليوم نرى العُنف بأشكالٍ مُتعددة كاستغلال المياه ضد الدول وشعوبها، والتمييز العِرقي والديني والمذهبي، والممارسات السلبية ضد البيئة والمناخ، والنزاعات المسلحة، والجوع والفقر، والاعتداء على الإنسان وانتهاك مسكنه وحقوقه الإنسانية، والتحدي المتنامي لحرية الرأي والتعبير، والكراهية والتمييز، والتجارة غير العادلة، وسلب المرأة حقوقها والتجارة بالبشر واستغلالهم بشتى الطُرق.

ويتمدد العُنف وينتشر أكثر باستخدام العِلم والتقنيات الحديثة بإنتاج أسلحة تُدمر الأرض وإنسانها وحضارتها بهدف السيطرة على ثروات الغير واستعبادهم واستغلالهم اقتصاديًا وإضرارهم اجتماعيًا، فالحروب دمرت الأرض ونشرت ثقافة الحقد والكره وغيبت الحقوق والحريات وأفسدت التنمية وأوسعت الأرض فقرًا.

 

إن الاحتفاء بهذا اليوم في أكتوبر من كل عام يتطلب من جميع دول العالم اجتثاث الخطابات التي تستهدف الأقليات الآمنة وسياسات الكراهية من أجل سلامة الإنسان وإضفاء السكينة على حياته، والعمل على نشر ثقافة السلام وقيَم التسامح والتعايش مع الآخر، والابتعاد عن ممارسة العُنف وتوقف الحروب لتحقيق السلام والتنمية من أجل رخاء الدول ونماء وكرامة شعوبها لتعيش على أرض مُتعافية من آثار العُنف وزاهرة بحقوق الإنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .