العدد 4371
الجمعة 02 أكتوبر 2020
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
التكنولوجيا الذكية تتحكم في تصاميم المكاتب
الجمعة 02 أكتوبر 2020

من المؤكد أن العمل من خلال المكاتب لن يبقى على حاله بعد فترة الحظر الناجم عن فيروس كورونا، فالمكاتب والبنايات المستقبلية ستكون مزودة بالتكنولوجيا أكثر من المكاتب الحالية التقليدية التي تجبر على التقارب الاجتماعي واللمس في كل الأجهزة الموجودة، لكن من خلال التقنيات الحديثة ستكون هناك سيطرة أكثر على المكاتب وتباعد اجتماعي وإشارات تلقائية من خلال أجهزة الاستشعار.

من المقرر أن تكون التكنولوجيا في قلب كل مكان عمل، فعندما نعود إلى المكاتب بعد الإغلاق الناجم عن فيروس كورونا، تتطلع الشركات ليس فقط إلى جعل أماكن العمل أكثر أمانًا، لكن أيضًا إلى تقديم الخدمات لعملائها بشكل مختلف، فعلى المدى الطويل، سيتعين علينا التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد حيث يعتبر كوفيد 19 جزءًا من الحياة، وهنا يأتي الدور الذي ستلعبه إنترنت الأشياء (IoT) في هذا الوضع الجديد، الأمر الذي سيدفع باعتمادها في الكثير من التقنيات الموجودة بالفعل، فهي عامل مساعد للإرشادات الصوتية مثل مساعدي الذكاء الافتراضي (سيري) أو (ألكسا) وذلك من خلال التخاطر الصوتي، ما يساعد على تلقي الإرشادات في حال وجود تقارب اجتماعي أو الوصول إلى مناطق محظورة أو حتى مخالفة بعض القوانين.

وفي هذا الوضع يمكن أن يساعد استخدام أجهزة الاستشعار المترابطة أماكن العمل على تقليل حاجة الموظفين إلى لمس الأسطح، من خلال فتح الأبواب بشكل تلقائي وذلك لعدم لمس المقابض، وقبل أن تدخل المصعد ربما تستطيع إخبار المصعد بالطابق المراد الوصول إليه بدلا من الضغط على الأزرار، كما يمكن أن ندخل غرفا مليئة بالفواصل والمكاتب المتباعدة بدلاً من مخططات المكاتب المكشوفة المكتظة، وفي المناطق المشتركة مثل قاعات الاجتماعات والمطابخ يمكننا أن نتوقع أن نرى عددا أقل من الكراسي.

كما يمكن للشركات أيضًا استخدام أجهزة استشعار الضوء وبطاقات الهوية لجعل مكان العمل أكثر كفاءة، فتتبادل أماكن العمل أجهزة استشعار بصمات الأصابع بتقنية التعرف على الوجوه للحضور، وتستخدم المصانع أشرطة المعصم التي تنبه العمال إذا اقتربوا من بعضهم، وتستخدم المستشفيات أجهزة تتبع الحرارة التي يمكنها مراقبة درجة حرارة جسم المريض، ويوجد داخل هذه الأجهزة مستشعرات صغيرة يمكنها التقاط البيانات في الوقت الفعلي ونقلها إلى أجهزة أخرى.

تخطط العديد من المكاتب لإجراء تغييرات على الالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي ومراقبة الموظفين باستخدام الكاميرات المزودة بأجهزة استشعار حرارية لضمان عدم حملهم الفيروس.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية