بداية نتقدم بالشكر لكل الكوادر الطبية والتمريضية لما يبذلونه من جهود استثنائية في التصدي لجائحة كورونا، فمنذ أشهر تنيف على السبعة وأطباؤنا يواصلون عطاءهم بهمة لا تعرف الكلل وسعي دؤوب من أجل إنقاذ من تعرّضوا للوباء، كما لا يفوتنا أن نشكر أطباء المراكز الصحية في كل أنحاء المملكة لما يبذلونه من خدمات طبية رغم الظروف بالغة الصعوبة من حيث تكدس أعداد المراجعين بما يفوق قدرة بعض تلك المراكز على الاستيعاب ومنها مركز البديع الصحي.
غير مرة أشرنا إلى أنّ هناك ازدحاما شديدا طوال أيام الأسبوع وفي الفترتين الصباحية والمسائية في هذا المركز، وتصل حدة الازدحام في ساعات الصباح الأولى.. المراجع للمركز ليس بوسعه سوى التذرع بالصبر وهو يشاهد طوابير المراجعين في جميع الأقسام، وإذا كانت مشكلة التكدس الخانقة مقبولة ويمكن تحملها قبل أن تحل كارثة كورونا لكنها بالطبع غير محتملة في مثل هذه الأوقات الحرجة، إذ يجد المراجع نفسه في وضع محير بين التقيد بالتعليمات المشددة بضرورة ترك مسافة آمنة للحماية مع الآخرين ولكنه في الوقت ذاته يتعذر عليه تطبيق مثل هذا الشرط.
في الأسبوع قبل الماضي أعلن المركز عن إجراء فحص كورونا في الفترة الصباحية وانهالت أعداد لا حصر لها من المواطنين الراغبين في الفحص، ولا يمكن لأحد تصور الوضع المزري في المركز... إذ كيف لمركز متواضع الإمكانيات والمساحة أن يستوعب كل هذه الأعداد؟ كثيرون فضلوا المغادرة خشية تعرضهم للإصابة بالمرض، بينما لم يجد آخرون بدا من مراجعة الطبيب نظرا لحالتهم الصحية، خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة.
الأمانة تقتضي الإشادة بالجهود الكبيرة لأطباء المركز والممرضين وكل العاملين، ذلك أنهم لا يجدون فرصة لالتقاط الأنفاس رغم تحديد فترة زمنية لكل مريض. ليست المعضلة في قلة الأطباء كما قد يتصور البعض لكننا نعتقد أن طاقة المركز لا يمكنها استيعاب كل المراجعين. البعض يرى أنّ أعداد المترددين من العمالة الأجنبية إضافة إلى خدم المنازل تعد سببا في الازدحام، وهنا يقترح البعض تخصيص عيادة لهذه الفئة، فهذا وحده كفيل بحل جذري للمشكلة.