العدد 4333
الثلاثاء 25 أغسطس 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
مصباح علاء الدين
الثلاثاء 25 أغسطس 2020

قصة علاء الدين والمصباح السحري من أجمل الحكايات الخيالية التي مازالت تؤدى بروح واقعية لتكون صالحة لكل زمان، فمنذ انطلاقتها الأولى في كتاب ألف ليلة وليلة في الأربعينات إلا أنها مازالت تتصدر العديد من البرامج الإعلامية، ما يجعلها مستحقة للتأمل، فهي قصة من وحي الخيال تضمنت العديد من الوقفات الإبداعية في مختلف إصداراتها الفنية حتى آخر فيلم لها باللغة الهندية “Aladen”، والذي تم إطلاقه العام الماضي في العديد من دور السينما وتهافت عليه الكثيرون ممن يعشقون هذا النوع من القصص.

أقول هنا والعودة لموضوع “الخيال” الذي يستحوذ على تفكيري التام هذه الأيام بحثًا عن علاقته بالواقع، وأهميته في حياتنا حتى توجهت ناحية العقل البشري الذي لا يفرق أصلاً بين الحقيقة والخيال وبين ما يراه بالعين وما يستقبله بالمخيلة، في اعتقادي الشخصي الخيال أصل الحكاية كلها، وأصل الإبداع، فلا واقع بدون خيال، فكم من حل إبداعي لأكبر المشكلات قد ولد من الخيال، لكن لنقف قليلاً أمام ذلك الخيال باعتباره لوحة ذهنية تجمع كل الخبرات والتجارب، فالصورة في خيالي تختلف عن الصورة في خيال شخص آخر، كما أنني مهما شرحت صورتي الخيالية لأي شخص فإن تخيل ذلك الخيال سيكون مغايرًا أيضًا، كذلك يحصل في الواقع، تتعدد الصور ويتنوع الفهم والتطبيق، لذلك يظهر الفرق بين واقعي وواقع شخص آخر.

وتظهر الاستفادة القصوى من إبداعات الخيال في الوضوح التام في رسم الخيال باستخدام أدوات الواقع ذاته، وتكون بمثابة السحر الذي يجعل البشر كما لو كانوا يمتلكون مصباح علاء الدين، وذلك المارد الجبار الذي يختبئ داخله، فإتقان عملية إخراج المارد يتوجب الواقعية في فهم تلك العلاقة والغاية منها أصلاً، واستخدام فن الخيال في رسمها وبالتالي يأتي دور المصباح الذي يمتلكه كل منا في استخراج مكنونات ما نمتلك لتبدو واقعًا أجمل من الخيال. ومن هنا أجزم بأن مصباح علاء الدين موجود لدى كل شخص بينما يكون الفن في كيفية استخدامه والاستفادة منه في تحقيق الواقع، كتحقيق الأهداف والإنجازات التي يحلم بها كل شخص.

وبهذا نعود إلى ما بدأنا به... إن الذي يصنع العلاقة بين الواقع والخيال لغة الخطاب مع المصباح، وعلينا جميعًا أن نتقن تلك اللغة التي بإمكانها أن تصنع كونًا يضاهي ما يقوم به المارد الجبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .