العدد 4305
الثلاثاء 28 يوليو 2020
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
وَددتُك فلن نختلف
الثلاثاء 28 يوليو 2020

حين تتشابك العلاقات الحديدية للملابس وقت الحاجة إليها، فإننا في اختبار بسيط لسعة التحمل لبذل بعض الجهد والوقت لإعادة تنظيمها، كما في إعادة تدويرها من فن وإبداع للدلالة على مهارة تكوين العلاقات بين الأشياء، وهذا ما يحصل تمامًا حينما تتشابك العلاقات البشرية. نعم، افسحوا المجال معي في هذه المساحة للتفكير والإبداع، وأنا في انتظار إضافاتكم في المساحة المخصصة للتعليق حول هذا الموضوع كي نعطي الأمر حقه من النقاش.

ماذا لو وضعنا “6” أمور لتنظيم أي نقاش يحصل بيننا؟ ولنبدأ بالابتسامة، الإنصات، القبول، التشارك، التعايش، وأخيرًا النقد بإيجابية، حيث يدرك خبراء التنمية البشرية كافة، أهمية تلك الأمور في إدارة الحوار ونتائجها الذهبية في تعزيز العلاقات الإيجابية بين البشر، لكن ماذا لو جاء فريق آخر من الخبراء وأضافوا لنا أمورًا أخرى لتنظيم العلاقات بشكل أكبر وهي الاهتمام، الود، والتحفيز، ليصبح المجموع “9” أساسيات لتنظيم العلاقات.

حينها، لو طلب منك تحديد موقفك تجاه ما ذكر، أي الفريقين ستؤيد؟ ربما نختلف في نظرتنا للموضوع، وربما نتفق أيضًا، وحتمًا اختلافنا هنا سيعلمنا تطبيق قاعدة “6” أو “9” حسب اتجاهنا للصورة ونظرتنا للأمور، وفي كليهما إثراء لثقافة الحوار التي تعتمد على المفاهيم التي ندركها، والنتيجة الحتمية في طريقة قبولنا لهذا الاختلاف، فقد يكون للصورة أكثر من وجه حسب ظروف وبيئة ورؤية كل شخص، ونجاحنا في تطبيق تلك القاعدة يعتمد على مدى تحكمنا بعواطفنا وإتقان ثقافة فن الاختلاف التي تكسبنا مهارات راقية في فن الحوار والتعامل الإيجابي والقناعة التامة بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد الود أبدًا.

إن الظاهرة المعاكسة للموضوع ذات خطورة تامة في تدمير أي نقاش وعلاقة، والسبب في ذلك عشوائية النقاش وضعف التوافق والانسجام بين الأطراف، ما يحول الاختلاف إلى خلاف يقطع معه أسس العلاقات الإنسانية، وقد نقيس على ذلك الكثير في المواقف في حياتنا، والتي أدعوكم لتقييمها حالاً وتصحيح ما يمكن والعمل على إعادة برمجة تلك العلاقات حسب قاعدة “6” أو قاعدة “9” التي تؤكد أن الاختلاف أمر طبيعي بين البشر ولكنه يتطلب المهارة في تقبل هذا الاختلاف.

ويحضرني في ذلك قول الشافعي “قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب”. وحيث اننا نعيش أجواء المناسبات السعيدة خلال هذه الأيام، فإنها فرصة لنا جميعًا لإعادة علاقاتنا التي اختلفت بسبب الاختلاف... وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية