* شتات وضياع
تحدثنا مسبقا عن سوء إدارة المدرب الايطالي ساري لفريق يوفنتوس، وجاءت النتائج الأخيرة في الدوري لتؤكد صحة هذا الادعاء، فيوفنتوس عجز عن الفوز للمباراة الثالثة على التوالي، وهذا ما لم يحدث منذ زمن، واستقبلت شباكه 9 أهداف في آخر 3 مباريات فقط، وهذا الرقم لا يتناسب مع فريق بحجم يوفنتوس ومتصدرا للدوري، ثم إن البيانكونيري خسر أمام الميلان وتعادل أمام ساسولو، وهو كان متقدما بالنتيجة بفارق هدفين في مؤشر واضح على الخلل الفني في الفريق.
غالبا المدرب الجديد على أي فريق كان ربما يجد بعض الصعوبات في البدايات إلى أن يفهم إمكانات لاعبيه وبعدها تتضح بصماته ويظهر عمله. أما في حالة ساري، فإن يوفنتوس كان سيئا في البدايات، وظل سيئا حتى منتصف الموسم، وها هو يصبح أكثر سوءًا، وهو على مشارف النهايات، وهي المرحلة الأهم. الجميع بات مقتنعا أن ساري أقل بكثير من اسم يوفنتوس وعراقته.. وعلى إدارة النادي أن تعي تماما أن مسألة الإبقاء عليه حتى نهاية الموسم سيكون بمثابة الاعتراف الصريح من قبلها بأنها لا تفكر إلا بلقب الدوري التاسع، وليست مكترثة بلقب دوري الأبطال، رغم أنها أزكمت الأنوف وأصدعت الرؤوس من تصريحاتها المستمرة حيال حلم الفوز بذات الأذنين.
* مدرسة أتلانتا
على النقيض من ساري تماما، المدرب الإيطالي القدير غاسبريني يقود أتلانتا بكل اقتدار حتى أصبح نموذجا لإبهار العالم بالكرة الجميلة والممتعة التي يقدمها رغم محدودية الإمكانات الفنية في الفريق.
لك أن تتخيل أن أعلى سقف لرواتب لاعبيّ أتلانتا لا يتعدى مليونَي يورو، في دلالة واضحة على تواضع الأسماء في الفريق، ولكن بحنكة ودهاء غاسبريني، أصبح هذا الفريق ملفتا للانظار بفضل ما يقدمه من مستويات مذهلة وضربه للخصوم بالأهداف الغزيرة، حتى وصل لأن يكون واحدا من أقوى ثلاثة فرق هجوميًّا في أوروبا!!. أتلانتا مدرسة يجب أن يتعلم منها يوفنتوس وكل الأندية في العالم.. إدارة صنعت فريقا مذهلا دون أن تضخ الأموال الكثيرة، فقط امتلكت النظرة الثاقبة في اختيار المدرب واللاعبين، وها هي تجني ثمار هذا العمل المتقن!!.