يبدو أن كثرة البقاء والعيش تحت الأرض جعلت المدعو حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الإرهابي محجوبًا عن العالم الحقيقي ويعيش عالمًا افتراضيًا يصعنه من أهوائه وميوله ورغباته حتى لو كان مناقضًا تمامًا لما هو ظاهر للجميع باستثناء نصر الله ومن يصدقه في كل ما يشطح إليه من خيالات.
فقد قال مؤخرًا بمناسبة “يوم القدس” إن قوة حزبه وما يعرف بمحور المقاومة، أرعبت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاء أميركا بالمنطقة، وإن الحزب سيواصل السير على نهج من قضوا في طريقهم للقدس، وفي مقدمتهم قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، وإن الأمة اليوم أقرب ما تكون إلى تحرير القدس.
كل عربي ومسلم يتمنى اليوم الذي تتحرر فيه القدس وكل المقدسات بكل مكان، ويهفو قلبه لليوم الذي تتحرر فيه كل أراضينا العربية من الاحتلال الصهيوني، إلا أن هذه الأماني لن تتحقق بالشعارات الفارغة والتوصيفات المغايرة للواقع التي تذهب بالعقول وتغيبها وتبعدنا عن العمل الجاد والمدروس.
ولا أعرف كيف يدعي هذا المتوهم بأن “المسؤولين الصهاينة يعبرون بوضوح عن خوفهم الشديد من تنامي قدرات المقاومة كما ونوعا، بشريًا وتسليحيًا وفنيًا ومعنويًا وعلى كل صعيد”، في الوقت الذي تستعرض فيه إسرائيل عضلاتها وتواصل ممارساتها غير المشروعة وانتهاكاتها للقوانين والأعراف الدولية بلا أدنى خوف أو حساب، وكان آخر خطواتها إعلان رئيس وزرائها نتنياهو أنه سيمضي قدما في مخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة اعتبارًا من الأول من يوليو المقبل، فهل جاء هذا الإعلان “الغاشم” تحت وقع رعب نتنياهو من نصر الله وحزب الله؟!
لقد كان بودنا أن يحبك نصر الله خياله باستعراض مسيرة النموذج الفدائي من أجل القدس الذي يتحدث عنه أي قاسم سليماني، ومسيرته عامرة بالفعل بالأعمال التي سيخلدها التاريخ ولكن في صفحات التخريب والعنف وإثارة الفوضى والفتن وإثارة النزاعات والشقاق بين أبناء الدولة الواحدة كما فعل في العراق وغيرها.