+A
A-

س و ج .. عن الكورونا

ما زال العالم يتطلّع للحصول على إجابات على كثير من الأسئلة المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، منها تفسير الأعداد الكبيرة للضحايا، وإلى أي مدى وصل العلماء في جهودهم الحثيثة المبذولة لإنتاج اللقاح الكفيل بالقضاء على هذا المرض. 

وفي هذا السياق، عرضت رئيسة معهد ليرنر للأبحاث بمستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، الدكتورة سربل أرزروم، أحدث المعلومات والمستجدات بطريقة مبسطة لتعريف الجمهور بالمدى الذي وصلت إليه الجهود العلمية الرامية إلى مكافحة الجائحة.

س: كيف يختلف فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، عن فيروسات مثل إيبولا أو H1N1 (أنفلونزا الخنازير) أو فيروس سارس؟

ج: هذه الفيروسات تتشابه في كون تركيبها الوراثي قائمًا على الحمض النووي الرايبوزي RNA، وجميعها معدية للبشر. إلا أن الفرق بينها وبين كورونا المستجد يكمن في أن الأخير معدٍ للغير حتى قبل أن يصيب مضيفه بالمرض، بل إن هذا المضيف قد يبدو بصحة جيدة، وهذا فرق كبير.

س: إذا أصبت بفيروس كورونا وشفيت منه، هل يمكن أن أُصاب مرة أخرى؟

ج: هذا الفيروس يشبه فيروس "سارس" الأول إلى حدّ كبير، لناحية أن المناعة تلعب دورًا فعالًا في منع تكرار الإصابة. 

وتشير البيانات الحالية أن المناعة تُكتسب عند الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، ما يمنعهم من الإصابة مرة أخرى. أما أفضل دليل لدينا على المناعة الفعالة فتتمثل في حقيقة الاستفادة من البلازما المأخوذة من شخص أصيب وتعافى لنقل المناعة بطريقة خاملة لشخص مصاب من أجل مساعدته على التعافي، وهذا كله يدعم بقوة فرضية القدرة على تطوير المناعة لتحييد الفيروس.

س: لماذا لا يكون اختبار الاجسام المضادة COVID-19 هو الأساس في اختبارات الكشف عن المرض؟

ج: المشكلة في هذا تكمن أن هناك أنواعًا كثيرة من فيروسات كورونا، مثل التي تصيبنا بنزلات البرد، لذا من الصعب إجراء اختبار المناعة لتشخيص وجود فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

فلو كان الشخص أصيب بنزلة برد قبل بضعة أسابيع وأجرينا اختبار الأجسام المضادة عليه، قد يظهر أن لديه حصانة ضد فيروسات كورونا، لكننا لن نعرف ما إذا كان الفيروس الذي أصابه هو كورونا المستجد أم غيره من سلالة هذه الفيروسات، ولن نعلم بالتالي ما إذا سيصبح بالضرورة محميًا من العدوى. 
لذا فإن إجراء اختبار الغلوبولين المناعي كاستراتيجية تشخيصية رئيسية قد يعطي تطمينًا خادعًا.

س: متى تتوقعون الحصول على لقاح لهذا الفيروس؟

ج: الاستراتيجية المعتادة لإنتاج اللقاح تتمثل في أخذ الفيروس الحي وحقنه في بيض الدجاج، والسماح له بالنمو، ثم تعطيله وحقنه في البشر حتى تتطور المناعة لديهم، فإذا أصابهم الفيروس بعدها يكونون قد اكتسبوا المناعة ضدّه.

هذه العملية قد تستغرق فترة تتراوح بين 12 و18 شهرًا، إلا أن هناك استراتيجيات جديدة لا تتطلّب زراعة الفيروس وتنميته؛ إذ يمكن بدلًا من ذلك أخذ المادة النووية للفيروس (الموافقة لبروتيناته السطحية) وحقنها في الجسم ليميّز أنها غريبة فتهاجمها الأجسام المضادة وتزيلها. فإذا ما أصاب الفيروس الجسم فإنه يتذكر تلك البروتينات فتأتي الأجسام المضادة لتدمر الفيروس.

وثمّة العديد من التقنيات الجديدة التي تعتمد على هذا النوع من الاستراتيجيات، والعديد من الدراسات في هذا الشأن بدأت تدخل المرحلة الثانية، بل والثالثة التي تعني التوسع الكبير في الدراسة واتخاذ مسارات أسرع للوصول إلى لقاح يمكن تقديمه إلى البشر.​