انطلاقًا من مبدأ المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وتعزيزًا للتكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع البحريني فتح الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) باب التطوع لحملته الوطنية للمساهمة في كل أنشطته من طبية وإدارية ووسائل الدعم الأخرى، وقد لقي ذلك استجابة واسعة من قبل آلاف المواطنين والمؤسسات الرسمية والأهلية والمجتمعية، وسجلت الساعات الأولى من فتح باب التطوع أكثر من (12700) متطوع، والعدد في ارتفاع.

إن الإقبال على هذا التطوع ينطلق من المسؤولية الوطنية والوعي المجتمعي لأهل البحرين لما يتمتعون به من حس وطني وحُب العمل الخيّر في كل الظروف حيثُ يشمل التطوع مختلف الجوانب الصحية والإنسانية وغيرها من الاحتياجات المرتبطة بآثار هذه الأزمة. إن رغبة الجميع في هذا التطوع إشراقة إنسانية كبيرة وذات هدف وطني، ويُمثل التطوع أروع صور التكاتف الاجتماعي والتضامن الجماعي، وتعبيرًا عن القيم النبيلة للشعب البحريني وما يتحلى به من قِيم المواطنة والتسامح والتعاون والتراحم.

إن مسؤولية مجابهة كورونا في البحرين لا تقع على عاتق الحكومة فقط، بل تتطلب وقوف جميع المؤسسات الخاصة من شركات تجارية ومالية وتجار وفنادق ومصارف وأفراد قادرين على التفاعل والتبرع لمجابهة هذا الوباء، فالبحرين تستاهل، وما تتعرض له البحرين يعني أفرادها، وسلامتهم من سلامتها، واليوم نشيد بهذه الحملة وبكل المتطوعين الذين سجلوا للالتحاق بالحملة، فالمصابون على اختلاف فئاتهم هُم أهلنا ومن أبناء وبنات البحرين، وليس غريبًا على أهل البحرين الالتحاق بالعمل الخيري والوطني.

في مثل هذا الوقت وجميع الأوقات يظهر معدن أبناء البحرين البررة وفي مقدمتهم الحكومة، ومَن تطوع، والطاقم الطبي والإداري والإعلامي لفريق مكافحة فيروس كورونا. إن تسابق المتطوعين مساهمة وطنية سخية في ظل هذا الظرف الوطني الصحي الطارئ، ويقينًا إن أهل البحرين جميعًا لن يدخروا أي شيء في سبيل بلادهم، وسيُكتب بمداد من ذهب في سجل تاريخ البحرين أن الشعب البحريني جبل دائمًا وأبدًا على فعل الخير لبلاده والإنسانية.