ودعت مملكة البحرين يوم الجمعة الماضي ببالغ الحزن والآسى، شخصية بانورامية فريدة من نوعها، نقشت اسمها بحروف خالدة في تاريخ الخليج العربي، إثر مسيرة حافلة بالعطاء والنقاء والعفوية.
نتحدث عن الشيخ عيسى بن راشد بن راشد آل خليفة، الشاعر والقاضي والمسؤول والرياضي والأب الروحي لدورات الخليج، وهي البطولة التي انتظرها لمدة نصف قرن، فكان لقاءه بالكأس الغالية مشهد الوداع الأخير.
ورغم تخلي الشيخ عيسى عن مناصبه وابتعاده عن الرياضة في السنوات الأخيرة بداعي المرض، إلا أن الأنظار توجهت الى شخصه عندما توج الأحمر بخليجي 24، وكأن فرحته هي الكأس الحقيقية التي احتفى بها البحرينيون والخليجيون على حد سواء!
ولا غرابة في أن تكون فرحة الشيخ عيسى بن راشد حلما خليجا بامتياز، فقد احتل مكانة مرموقة في وجدان الأشقاء الخليجيين والعرب، وكان من مناقبه الفريدة من نوعها، أنه وحد القلوب المتفرقة على حبه!
لقد كان الشيخ عيسى بن راشد حاضرًا بيننا على الدوام وهكذا سوف يبقى، “أيقونة” بشخصه وليس بمنصبه، رحمه الله وطيب ثراه، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.