+A
A-

تونس.. نائب الغنوشي يستقيل ويفضح المستور

أعلن القيادي البارز في حركة "النهضة" التونسية، عبد الحميد الجلاصي، استقالته من الحزب وكافة مؤسساته بشكل رسمي، بعد 40 سنة من النشاط داخله.

ويعتبر الجلاصي أحد أهم وأقدم القياديين البارزين في حركة النهضة، حيث أشرف على الحملة الانتخابية للحركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي 2011، قبل أن يصبح نائب رئيس الحركة راشد الغنوشي، وعين في 2014 كرئيس هيئة الانتخابات داخل الحركة وأشرف على حملتها الانتخابية في الانتخابات البرلمانية 2014، وفي 27 يناير 2015، استقال الجلاصي من منصبه في المكتب التنفيذي، ثم عاد لمنصب نائب رئيس الحركة في مارس من نفس السنة.

وقال الجلاصي في رسالة استقالته، التي نشرها مساء الأربعاء، إنه قرّر وضع نهاية لتجربة 40 سنة من النشاط صلب حزب النهضة، بسبب عدم رضاه على تسيير مؤسسات الحركة وعن خياراتها السياسية وتموقعها الاجتماعي، إلى جانب انحرافها عن الديمقراطية، واتهمها بالتلاعب بالرأي العام وبقواعدها.

ارتجال وتردٍ

وكشف الجلاصي أن "الأشهر الأخيرة كانت اختبارا لإدارة موغلة في الارتجال وفِي التردي، من فضيحة القائمات إلى الزواج بنية الطلاق مع إدارة حملة عبد الفتاح مورو وإدارة حكومة الحبيب الجملي، والتعامل التكتيكي مع حكومة إلياس الفخفاخ، إلى منهج التصرف في الموارد البشرية وفي التعامل مع الدولة إلى التلاعب برأي عام نهضوي طيب يثق في قادته كما يثق في الصحابة".

واعترف الجلاصي أن حزب النهضة ساهم في إضاعة خمس سنوات على البلاد من سنة 2014 إلى سنة 2019، ولكنه لم يستخلص الدروس حتى الآن، متهما رئيس الحزب راشد الغنوشي بالتحكم في كل شيء، موضحا في هذا الجانب أن الحركة أصبح محور سياستها في الحكم هو موقع رئيسها ومحور سياستها الداخلية هو موقع رئيسها ، مشيرا إلى وجود نية للتمديد له في رئاسة الحزب في المؤتمر القادم للحركة.

انتهى التأبيد وانتهى التمديد

وقال في هذا السياق" في الحياة الداخلية، نحن بصدد التفصي من الاستحقاقات بمنهج ربح الوقت، فلا المؤتمر سينعقد في وقته والمطابخ تشتغل لإيجاد صيغة موقع المتحكم للرئيس الحالي إن فرض التداول لهذا السبب أو الآخر، وكأننا لا ندرك أننا أمام فضيحة، لا يوجد في العالم من كوريا الشمالية إلى سويسرا من يترأس دولة أو حزبا أو منظمة، لا يبدو أننا نقرأ التاريخ ولا أنّنا ندرك مزاج العصر، انتهى التأبيد وانتهى التمديد وانتهى زمن التبادل بصفقات بوتين – ميدفيديف".

وهذه رابع استقالة تشهدها حركة النهضة، منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت شهري سبتمبر وأكتوبر، في خطوة تعكس حجم الخلافات داخل هذا الحزب وتزايد السخط إزاء رئيسه راشد الغنوشي.