للتربية والتعليم دور كبير في تعزيز المواطنة من خلال التأثير على المتعلمين والاستفادة من طاقاتهم ومهاراتهم الإبداعية بتعزيز الهوية الوطنية وغرس روح الانتماء والمواطنة، والتربية بمناهجها الوطنية تكون قادرة على تحقيق أهداف المواطنة، فالمواطنة ليست مجرد مبادئ ونظريات بقدر ما هي ممارسات حياتية وسلوك يومي يتعلمه الطلبة في البيت والمدرسة والمجتمع، فالمواطنة هي القدرة على التعبير عن الذات وإبداء الرأي والتعبير عنه في الحوار وتقبل رأي الآخر والتسامح والتعايش، وإدارات المدارس وطاقمها التعليمي قادر على غرس المواطنة.

إن مناهج المواطنة لا يمكن وضعها من خلال المكاتب المُغلقة ونقل نظرياتها من الكُتب الأجنبية المؤلفة في بيئات تختلف عن بيئتنا، لذا، لابد أن يتشارك الطلبة والمعلمون وأولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني في وضع المناهج الوطنية للمواطنة اعتمادًا على قيمنا وعاداتنا وثقافاتنا وتاريخنا وعلى الانفتاح الفكري والحضاري للثقافات الأخرى، وأن تقوم وزارة التربية والتعليم بإعداد وتهيئة كادر بحريني وطني قادر على الإبداع والابتكار لتجسيد هذه المناهج في واقع فكري وحياتي لدى الناشئة.

ومن أهم سُبل توظيف المواطنة توظيفًا إيجابيًا وصالحًا القدرة على غرس القيم الأساسية للمواطنة، وأهمها تنمية الولاء للبحرين والانتماء لعروبتها، فالبحرين جزء عزيز من الأمة العربية المجيدة، وكذلك غرس القيم الأخلاقية للعيش المشترك، مبادئ الإيثار والصدق، الانفتاح والتسامح، والعمل على خلق التوازن والتكامل البنائي بين المذاهب والأديان والطوائف والجماعات للعيش معًا في مسار حياتي حضاري نبيل يخدم الوطن أولا وشعبه ثانيا ومَن يعيشون معنا ثالثًا، إنه مسار قائم على الأخوة الوطنية والإنسانية، وعلى العدل والحق والمساواة والشراكة المجتمعية ببُعدها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

إن تنفيذ مشروع المدارس المُعززة للمواطنة في البحرين بشكل تدريجي يعمل على تحقيق أهداف تعليم المواطنة وتعزيز قيمها، ويُضيف إلى الطلبة معرفة إنسانية ونهجا سلوكيا حضاريا يغرس فيهم الشعور بالمسؤولية والرغبة في التطور والانفتاح والعطاء بلا حدود والتقيد بالأنظمة والقوانين ليكونوا جيلا قادرا على بناء وطنه بصدق وأمانة، فبهم يرتقي الوطن ويفخر بهم شعبهم.