العدد 4134
السبت 08 فبراير 2020
banner
استمرار أزماتنا العربية
السبت 08 فبراير 2020

دائما نتمنى أن تحظى أمتنا العربية بحال أفضل، وتلك أمنياتنا في 2017م و2018م و2019م وقبلها من السنوات السالفة، إلا أن أمتنا لم تحظ بحالة جيدة ولا متوسطة، أعوام وأعوام من النكسات السياسية والتراجع الاقتصادي الشديد لصالح الدول الأخرى التي تسلب خيراتنا جرعات بعد أخرى غير آبهة بحالة وطننا العربي وشعبه.

ولو عُدنا لسنوات ما بعد العام 2000م، ولنبدأ بانفجارات 11 سبتمبر 2001م التي فتحت الباب لواشنطن وأقرانها للتوغل في وطننا العربي هيمنةً واعتداءً تحت ذريعة “ردع الإرهاب” (الإرهاب العربي والإسلامي) كما سمته أجهزة المخابرات الأميركية والغربية، ثم عام 2003م وهو عام احتلال العراق الذي مثل نكسة شديدة لأمتنا العربية، وصولًا إلى 2011م ــ عام الانتفاضات العربية ــ التي أسفرت الكثير من التراجع العربي السياسي والاقتصادي لصالح الهيمنة الأميركية والغربية والإقليمية.

جاء عام 2020م مُحملًا بمآسي 2019م والسنوات السالفة، فقد سجل 2019م اندلاع انتفاضات عربية في (السودان، العراق، لبنان) واستمرار الحروب الأهلية في سوريا وليبيا، مع استمرار أزمة دولة قطر، وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وتراجع مؤشر الديمقراطية.

وفي مراجعة للأحداث السابقة حققت السودان عملية انتقالية سياسية تقاسم مشهدها القطاعان السياسي والعسكري، وتعثرت خطوات تشكيل حكومة جديدة في تونس بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة، ومازالت المواجهة دامية بين جيلٍ ثائر يستند على الوحدة الوطنية والقيم المدنية النابذ للطائفية وبين عناصر حكومتي العراق ولبنان، ومازالت المعارك مشتعلة في الأقطار العربية من غير أية حلول عسكرية أو سياسية، وعجز الوساطات وفشل ما تم توقيعه من اتفاقات بين الأطراف المتنازعة فيها، وما يؤجج هذه المعارك واستمرارها هو التدخلات الأجنبية، لذا فما يُحققه هذا الطرف أو ذاك في صراعه الداخلي فهو لصالح تلك التدخلات التي تبحث لها عن مواقع جغرافية (قواعد) ومكاسب اقتصادية وسياسية.

ولا نجزم بأن 2020م سيكون قادرًا على إنهاء كل هذه النزاعات السياسية والميدانية في وطننا العربي بسبب غياب الاهتمام العربي بمشاكله وتولي الآخرين حلها، فحظوظ وطننا العربي في التراجع أكثر من نجاح مُنتظر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية