+A
A-

هل حدثت ضغوط وتنازلات؟ مصر تكشف حقيقة اتفاق سد النهضة

كشفت وزارة الموارد المائية المصرية كافة التفاصيل المتعلقة بنتائج اجتماع واشنطن الأخير لمفاوضات سد النهضة، والتي انتهت بمسودة اتفاق تمهيداً للاتفاق النهائي بعد أسبوعين.

ونفت الوزارة ما تردد عن ضغوط كبيرة على مصر للتنازل عن بعض مطالبها، مؤكدة أنه أمر مخالف للحقيقة والشاهد على ذلك هو ما تضمنه البيان الصادر عن الاجتماعات والذي يشير إلى أسس تتفق في منطوقها وفلسفتها وجوهرها مع المقترحات المصرية.

وأوضحت الوزارة، أنه تم الحديث عن كميات المياه المراد تخزينها وسنوات الملء عبر الإشارة إلى أن الملء سيكون طبقا لهيدرلوجية النهر، شارحة الأمر بالقول إن ذلك يعني أن تتوقف عملية الملء على كميات الفيضان المتغيرة من سنة إلى أخرى، وهذا المفهوم لا يعتمد علي عدد السنوات والكميات المخزنة كل عام بشكل محدد أو ثابت، إنما اعتماداً علي هيدرولوجية النهر وحالة الفيضان.

وذكرت الوزارة أن مسودة الاتفاق تناولت مرحلة الملء الأولى في وقت سريع، وتشغيل التوربينات لتوليد طاقة مما يحقق الهدف الأساسي للسد دون تأثير جسيم علي دول المصب للمساهمة في توفير الطاقة للشعب الإثيوبي، مضيفة أنه تم التوصل إلى تعريفات وتوصيف للجفاف والجفاف الممتد على أن تلتزم إثيوبيا بإجراءات لتخفيف الأثر المترتب على ذلك.

وأكدت الوزارة أنه سوف يتم استكمال التفاصيل في هذا الإطار خلال مشاورات الأسبوعين القادمين، مشيرة إلى أن هناك نقاطاً عديدة وهامة سيتم استكمال التباحث الفني والقانوني حولها من خلال إطار زمني محدد في الأسبوعين المقبلين، ينتهي باجتماع واشنطن أواخر يناير.

وأضافت أن من أهم هذه النقاط التعاون في قواعد التشغيل وآليات التطبيق وكميات التصرفات التي سيتم إطلاقها طبقاً للحالات المختلفة، وكذلك آلية فض المنازعات التي قد تنشأ عن إعادة ضبط سياسة التشغيل بسبب التغيرات في كمية الفيضان من عام لآخر أو من فترة لأخرى، وسيتم أيضا تدقيق التفاصيل في كل الأطر التي تم التوافق عليها .

وذكرت الوزارة المصرية أن الاجتماع القادم يمثل أهمية كبري للتوافق حول كافة الأمور المعلقة والوصول إلى اتفاق شامل.

وكانت اجتماعات واشنطن لمفاوضات سد النهضة والتي عقدت على مدار 3 أيام بحضور وزراء الموارد المائية والخارجية في الدول الثلاث، وشارك في جزء منها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد انتهت إلى مسودة اتفاق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي على أن يتم التوصل إلى الاتفاق النهائي بعد أسبوعين.

وكشفت مسودة البيان أنه سيتم تنفيذ عملية تعبئة وملء السد على مراحل وبطريقة تكيفية وتعاونية تأخذ في الاعتبار الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق والأثر المحتمل للتعبئة على الخزانات في مجرى النهر، كما تم الاتفاق على أن التعبئة ستتم خلال موسم الأمطار، بشكل عام من يوليو إلى أغسطس، وستستمر في سبتمبر وفقاً لشروط معينة.

وأكدت مسودة الاتفاق أن مرحلة الملء الأولى يجب أن تتوفر لمستوى 595 متراً فوق مستوى سطح البحر، مع توفير تدابير تخفيف مناسبة لمصر والسودان في حالة الجفاف الشديد خلال هذه المرحلة.

وتم الاتفاق على أنه سيتم تنفيذ المراحل اللاحقة من الملء وفقاً لآلية يتم الاتفاق عليها، وتحدد بناءً على الظروف الهيدرولوجية للنيل الأزرق بشكل يتناول أهداف الملء في إثيوبيا ويوفر توليد الكهرباء لها، ويقدم تدابير التخفيف المناسبة لمصر والسودان خلال فترات طويلة من سنوات الجفاف والجفاف لفترة طويلة.

ووافق الوزراء على الاجتماع مرة أخرى في واشنطن يومي 28 و29 يناير لوضع اللمسات الأخيرة للوصول إلى اتفاق شامل بشأن الملء والتشغيل.