+A
A-

برلمان العراق يبحث الوجود الأميركي.. وكتل سنية وكردية تقاطع

بدأ النواب العراقيون في التوافد إلى البرلمان في جلسة استثنائية يبحث خلالها إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية وإنهاء عمل التحالف الدولي في العراق، لا سيما بعد الضربة الأميركية الأخيرة التي استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وقيادات من الحشد الشعبي العراقي باستهداف موكبهم فجر الجمعة قرب مطار بغداد.

وذكرت مصادر لـ"العربية" أن الكتل السنية والكردية تقاطع جلسة البرلمان المخصصة لبحث الوجود الأميركي، مشيرة إلى أن مقاطعتها تأتي على خلفية تهديدات حزب الله العراقي للنواب.

وكان مراسل "العربية" و"الحديث" أشار إلى معطيات تفيد أن الكتل السنية والكردية لم تحسم خيارها حول الملفين، لكن إشارات ترجح أنها ستصوت مع إبقاء القوات الأميركية والتحالف في العراق. أما كتلة البناء يتزعمها هادي العامري والتي تدير "الدفة"، فهي ستصوت مع خروج القوات الأميركية من البلاد وإنهاء الاتفاقية الأمنية معها. أما سائرون فيبدو أنها أيضا مع خروج الأميركيين من البلاد.

وتتزامن الجلسة مع تهديد كتائب حزب الله رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي في إطار الضغوط التي تمارسها بعض ميليشيات الحشد الشعبي على المؤسسات الرسمية في العراق، في وقت نفت وسائل إعلام عراقية انتشار قوة من جهاز مكافحة الإرهاب حول مبنى البرلمان.

فقبيل الجلسة المتوقعة للبرلمان، قال القيادي في كتائب حزب الله "أبو علي العسكري" في تغريدة على تويتر: "سلامنا للسيد الحلبوسي، غداً وبعده عيوننا تراقب بدقة ما ستؤول إليه قراراتكم بخصوص وجود القوات الأميركية".

ولعل الأخطر من ذلك التهديد غير المباشر، قوله: "نتابع اتصالاتكم الفيديوية مع سفارة الشر (في إشارة إلى السفارة الأميركية) قبل يوم الصولة"، ما قد يفهم أن تلك الميليشيات تتجسس على البرلمان العراقي.

وبالعودة إلى جلسة البرلمان، أعلن المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، عبد الكريم خلف، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأحد، إحالة قرار إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، وإخراج قواتها، إلى البرلمان.

وأوضح خلف، أن إلغاء الاتفاقية، وإنهاء عمل التحالف الدولي في العراق، بحاجة إلى قرار وطني، لكن الحكومة برئاسة عادل عبد المهدي هي حكومة تصريف أعمال، لذلك أحالت الأمر إلى البرلمان لاستطلاع رأيه.

وأضاف المتحدث العسكري أن البرلمان العراقي سيعقد جلسته اليوم، وهو من سيقرر إعادة تقييم العلاقة مع التحالف الدولي، قائلا: "إن القرار لا يخص الحكومة وحدها، بل يخص جميع الجهات صاحبة القرار والبرلمان له القول الفصل".

من جهته أكد رئيس كتلة بيارق الخير في البرلمان العراقي، النائب محمد الخالدي، في تصريح لمراسلة العربية في العراق، أن مجلس النواب يعقد جلسته اليوم، لمناقشة القصف الأميركي في مطار بغداد الدولي، والذي راح ضحيته نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.

دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الجمعة الماضية، 3 يناير/كانون الثاني، النواب إلى عقد جلسة طارئة وبحث الهجوم الذي وصفه بأنه انتهاك للسيادة.

وقتل المهندس، وسليماني، بغارة أميركية على موكبهما قرب مطار بغداد الدولي، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش قتل قاسم سليماني بناء على تعليمات الرئيس دونالد ترمب، وأنه إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج.