+A
A-

مئات المتظاهرين وسط بيروت.. ولافتات تندد بالطائفية

مع استمرار التحركات الشعبية ضد الطبقة السياسية لليوم الـ25 على التوالي، خرج اللبنانيون، الأحد، في تظاهرات دعا إليها محتجون تحت اسم "أحد الإصرار" بساحتي رياض الصلح والشهداء في العاصمة بيروت.

وتجمع مئات المتظاهرين أمام ساحة اللعازرية في وسط بيروت حاملين لافتات منددة بالطائفية ومطالبين "بإسقاط المحاكم الدينية".

هذا وتجمع عشرات المعتصمين في منطقة الزيتونة باي في بيروت، حتى بات الممر الخشبي المحاذي للبحر مكتظاً بالحشود، التي أتت من مختلف المناطق، رافعين الأعلام اللبنانية، ويطلقون الهتافات الداعمة لمطالبهم، بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية.

وقال المشاركون إن هدف اعتصامهم هو التأكيد أن كل الشواطئ والأملاك البحرية هي ملك للشعب اللبناني الذي يحق له أن يتمتع بها.

إلى ذلك، ازدحم ظهر اليوم مرفأ الصيادين في منطقة الميناء بطرابلس، بالصيادين ومراكبهم، حيث نفذوا تظاهرة ومسيرة بحرية انطلقت من ميناء الصيادين وتوجهت نحو الجزر الموجودة قبالة شواطئ المدينة.

ورفع المحتجون الأعلام اللبنانية ولافتات تنادي بإنصافهم، كما طالبوا بالحماية الرسمية من قبل الوزارات المعنية مهنيا ومطلبيا، إضافة إلى إفادتهم من خدمات الضمان الاجتماعي.

كما بدأ التجمع في ساحة العلم في صور للانطلاق بتظاهرة نحو مصرف لبنان.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت، في وقت سابق، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، أكد عدم قبوله تشكيل حكومة لن تحدث صدمة إيجابية.

وأكدت مصادر صحيفة "الجمهورية" أن الرئيس، ميشال عون، قبل بهذا الطرح الذي سيكون مدار بحث فور التفاهم على عنوان التشكيلة الحكومية.

"آن الأوان"

من جهته، دعا مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، المسؤولين، السبت، إلى الاستجابة لمطالب المحتجين بالقضاء على الفساد والطائفية.

وقال دريان في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة ذكرى المولد النبوي: "آن الأوان للاستجابة لمطالب الشعب وإرادته الوطنية الحرة، العابرة للطوائف والأحزاب والمناطق"، لافتاً إلى أنه "آن الأوان، والفرصة مواتية، بعد هذه اليقظة الوطنية، أن تبدأ عملية الإصلاح، وأن يتوجه أولو الأمر إلى تشكيل حكومة إنقاذ دون تلكؤ ولا تأخير، وإلى تشكيل حكومة من أصحاب الكفاءة والاختصاص، والشروع فوراً في تنفيذ الورقة الإصلاحية التي أعدها الرئيس الحريري لمعالجة مشاكل البلاد".

كما دعا بطريرك الموارنة في لبنان، مار بشارة بطرس الراعي، إلى تعديل وزاري ينتج حكومة تكنوقراط ذات كفاءة.

من جانبه، التقى عون، السبت، عددا من وزراء حكومة تصريف الأعمال وكبار المصرفيين لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة.

وحضر الاجتماع وزيرا الاقتصاد والمالية في حكومة تصريف الأعمال، إضافة إلى محافظ البنك المركزي ورئيس اتحاد المصارف، وفق مكتب رئاسة الجمهورية.

نفاد مخزون الوقود

هذا وأغلقت المصارف في لبنان أبوابها، السبت، بعدما أعادت فتح أبوابها في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر بعد إغلاق استمر أسبوعين وسط الاحتجاجات.

كما أغلقت محطات وقود عدة أبوابها، السبت، مع انتهاء المخزون لديها وصعوبة القدرة على الشراء من المستوردين بالدولار الأميركي، وذلك مع تشديد المصارف إجراءات الحد من بيع الدولار.

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر تحركاً شعبياً غير مسبوق على خلفية مطالب معيشية في بلد صغير تثقل المديونية والفساد والمحاصصة كاهله.

وتحت ضغط الشارع، استقال الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر، لكن التأخر في بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة يثير غضب المحتجين.

وتبلغ الديون المتراكمة على لبنان 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150% من إجمالي الناتج المحلي، والجزء الأكبر منها تمّت استدانته من المصارف والمصرف المركزي.