العدد 3989
الإثنين 16 سبتمبر 2019
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
فعلاً الجو طقس اليوم!
الإثنين 16 سبتمبر 2019

أستذكر موقفًا لأحد الزملاء البسطاء الذين لم تسمح لهم ظروف الحياة أن يكملوا دراستهم الابتدائية أو هذا ما كان يدّعيه.

هذا الزميل كانت لديه هواية غير عادية، فقد كان يحضر المجالس والمنتديات ويحفظ بعض ما يقال ويقوم فيما بعد بإعادة ما سمعه لزملائه ومعارفه وكأنه هو صاحب تلك المقولة أو المعلومة. طبعًا لم يكن زميلنا هذا يفقه معظم ما يكرره.

في إحدى المرات قرر أحدهم ترتيب مقلب لهذا الشخص؛ لكي يكف عن مثل هذه السلوكيات، فاتفق مع الحاضرين على أن يلزموا الصمت أثناء حواره مع ذاك الزميل الذي دخل للتو المجلس، فبادره صاحب المقلب قائلًا وكأنه يمسح عرقه ويتأفف من شدة الحرارة: ’’صج الجو طقس اليوم‘‘. فما كان من زميلنا إلا أن يعلق وبتلقائية: نعم اليوم صج الجو طقس!

سيدي القارئ، قد يتجاوز الكاتب أو المحاضر الأصول المرعية وينسب مقولة ما أو تجربة ما لنفسه دون الإشارة إلى المصدر، هذا قد يحدث وقد لا ينتبه إليه البعض أو قد يغض الطرف عن ذلك خصوصا عندما يكون ذلك الشخص متمكنا من المادة العلمية وعلى درجة من العلم والمعرفة فيعتبر ذلك توارد أفكار أو تشابها في التعبير أو الرأي. ولكن الذي لا يمكن تقبله، بل يثير الكثير من الاشمئزاز، هو أن ينقل الكاتب أو المحاضر مقولة أو تجربة وينسبها لنفسه، وعندما يطلب منه التوضيح يتيه في دروب الارتباك وتبان الحقيقة.

في مثل هذه المواقف يكون المتحدث أو المحاضر قد أباح لنفسه أن يكون محل تندر وأوجد المبرر الكافي لبعض الحضور لأن يتركوا القاعة، وهذا ما خبرته في إحدى هذه المناسبات قبل فترة. فبعد أن فرغ المتحدث من إلقاء محاضرته طلب منه أحد الحضور شرح وتوضيح عبارة كان يرددها خلال محاضرته. حاول المحاضر الإجابة ولكنه لم ينجح، ففاقد الشيء لا يعطيه. لم يكن يعرف الإجابة ولم يعترف بأنه لا يعرف، الأمر الذي دفع بأحد الحاضرين للتدخل والإجابة على تلك التساؤلات.

ما رأيك سيدي القارئ في وضع المحاضر في تلك اللحظات؟! إلا ينطبق عليه ما ورد في عنوان المقالة؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .