+A
A-

"سوسيولوجيا الدّين: I-مقاربات كلاسيكيّة" و"سوسيولوجيا الدّين: II-مقاربات منشقّة"

أصدر مشروع نقل المعارف التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار كتابين هما "سوسيولوجيا الدّين: I-مقاربات كلاسيكيّة" و"سوسيولوجيا الدّين: II-مقاربات منشقّة".

وفي الجزء الأول من كتاب سوسيولوجيا الدين عرضٌ لمقاربات "الآباء المؤسّسين". لقد تناولوا أسبابَ فقدان الدين تأثيرَه في المجتمعات الحديثة. ارتاح بعضهم لما يؤدّي إليه من نزع الاستلاب عن الانسان، وأسِف آخرون لما يسبّبه من برود الوجدان وجفاف القيم، وبعض ثالث تأمّلوا في إمكان التعويض بأخلاق مشتركة قائمة على العقل والعلم. هناك توجّه غالبٌ إلى عقلنة العالم وتجريده من سحريّته، كما تتكاثر الصيغ الجديدة لتشكُّل الجماعات الدينيّة. هذا يدعو إلى تتبّع أشكال التجربة الجماعيّة في مجال المقدّس، وهي أشكال لم يؤدِّ انفكاكُها عن الدين المؤسّسي إلى اختفائها، إذ هي تعاود الظهور بصيغ أخرى. إن التحوّلات التي عرفتها الظاهرة الدينيّة، بما في ذلك الجدل حول ما يسمّى "عَلمنة" أو "دَهْرنة" لا تُفقد التحليلات الكلاسيكيّة صلاحيتِها، بل تدعو إلى إعادة قراءتها على نحو مغاير. ولا غِنىً عن قراءة "المؤسّسين" للتعرّف على أسئلتهم وعلى ما أوجدوا لها من إجابات.

أما في الجزء الثاني من كتاب سوسيولوجيا الدّين فعرض لمقاربات تُعتبر "منشقّة" عن مقاربات "الآباء المؤسسين" في علم اجتماع الأديان، وهذه تناولها الجزء الأول. المؤلّفون المقدَّمون هنا، مع كونهم مدينين للإشكاليات التي حدّدها أولئك "المؤسّسون"، فإنهم يبتعدون عنها أو يتخذون منها مسافةً واضحة.إن التحليلات، هنا، مع تنوّعها الواسع، لا تتمحور على ما أصاب الدين من ضعف في المجتمعات المعاصرة بقدر ما تركّز على قدرة الفاعلين الدينيّين على إنشاء أشكال اجتماعيّة، بما في ذلك ضمن الحداثة. إن المؤلّفين، وهم يستوحون من ماركس ودوركهايم أو من ماكس فيبر، يتبعدون عنهم عندما يتعلق الأمر ببيان الصِّلات بين الدين والمجتمع. إنهم تلاميذ مبتدعون وغير أوفياء أو هم منشقّون، على نحو ما، وذلك يمنح قيمةً لأعمالهم تميّزُها وتنجو بها من فخاخ التلمذة الاتّباعية. لقد دشّن المؤلفون، كلٌّ بطريقته، مسالك جديدة، لاختصار المسافة، وسطّروا منعطفاتٍ غير متوقّعة، فساعدوا، كثيرًا، على فهمٍ أوسع وأعمق للظاهرة الدينيّة، من وجهةٍ اجتماعيّة.

كتاب "سوسيولوجيا الدّين I-مقاربات كلاسيكيّة" هو الإصدار السابع والعشرون لمشروع نقل المعارف التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار، فيما يعد كتاب "سوسيولوجيا الدّين: II-مقاربات منشقّة" الإصدار الثامن والعشرين للمشروع. وكان مشروع نقل المعارف قد أصدر الكتب المترجمة التالية:

"تفكّر: مدخل أخّاذ إلى الفلسفة" لسايمن بلاكبرن، "لغات الفردوس" للمؤرخ موريس أولندر، "هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم: بحث في الخيال المكوّن" للكاتب بول فاين، "التحليل النفسي: علمًا وعلاجًا وقضيّة" لعالم التحليل النفسي مصطفى صفوان، "الزمن أطلالًا" لعالم الأنثروبولوجيا مارك أوجيه، "أصول الفكر الإغريقي" للمؤرخ جان بيير فرنان، "الأبجديات الثلاث: اللغة والعدد والرمز" للباحثة كلاريس هيرنشميت، "نهاية العالم كما نعرفه" لعالم الاجتماع إيمانويل فالرشتاين، "قصة الفن: مدخل استثنائي لتاريخ الفن" لإرنست غومبرتش، "أينشتاين بيكاسو: المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى" لآرثر ميلر، "محتوى الشكل. الخطاب السردي والتمثيل التاريخي" لهايدن وايت، "منطق الكتابة وتنظيم المجتمع" لجاك غودي، "تاريخ اجتماعي لوسائط التواصل" لآسا بريغز وبيتر بُرْك، "الباب: مقاربة إثنولوجيّة" لباسكال ديبي، "اللاّأمكنة، مدخل إلى أنثروبولوجيا الحداثة المفرطة" لمارك أوجيه، "عالمنا الافتراضي: ما هو؟ وما علاقته بالواقع" لبيير ليفي، "هل يجب التفكير في تاريخ العالم بطريقة أخرى" لكريستيان غراتالو، "هل يجب حقّا تقطيع التاريخ شرائح" لجاك لوغوف، "قصة الألوان" لمانْليو بروزاتين، "قصة الخطوط" لمانْليو بروزاتين، "سوسيولوجيا الاتصال والميديا" لإريك ميغري، "المستقبل مقدمة وجيزة" لجينيفر م. غيدلي، "الحب مقدمة وجيزة" لرونالد دي سوزا، "أنثروبولوجيا التواصل، من النظرية إلى ميدان البحث" لإيف وينكين، "الكينونة والشاشة. كيف يغيَّر الرقمي الإدراك" لستيفان فيال، "الهندي المولَع بالحِجاج—كتابات عن تاريخ الهند وثقافتها وهويّتها" لآمارتيا سنْ، "سوسيولوجيا الدّين I-مقاربات كلاسيكيّة" لدانيال هيرفيو ليجيه وجان بول ويلام.