العدد 3776
الجمعة 15 فبراير 2019
banner
“بحرينيون جدد” مصطلح مدمر للوطنية وجارح للولاء
الجمعة 15 فبراير 2019

في الأيام القادمة سنشاهد المزيد من الانتكاسات لدى بعض النواب ومستواهم الضعيف والهزيل والنظريات والتصرفات الغريبة البعيدة عن المصلحة العامة واللامبالاة، كما حصل في الجلسة الأخيرة حين خرجت علينا بمصطلح ملفوف بأردية التمييز والعنصرية ووصفت من تشرف بحمل الجنسية البحرينية بـ “البحرينيون الجدد”، ما أثار حفيظة المجلس، وطلبت رئيسة المجلس فوزية زينل حذف العبارة من المضبطة “وقامت الدنيا” على هذا المصطلح المدمر للوطنية والجارح للولاء ولا يمكن القبول به أبدا.

من المعيب فعلا أن نغتسل في أنهار هذا المصطلح العنصري في بيت الشعب، وأن يقوم أحدهم بالبحث عن الطريق المؤدي إلى تأجيج الطائفية والتمييز والكراهية والتعصب، وأن ينطلق من مواقف تحمل دلالات ضرب الوحدة الوطنية والمساواة والعدالة، فمثل هذه المصطلحات الغريبة على المجتمع البحريني تحمل في داخلها معاول الهدم وتغرس في نفوس الناشئة منذ نعومة أظافرهم في البيت والمدرسة والنادي وغيرها الحقد والكراهية والأفكار المتطرفة، مصطلحات مرفوضة وتبلغ ذروتها المأساوية حينما نسمعها من بيت الشعب “البرلمان”.

بعض النواب لا يملكون الموهبة والوعي لكي يصبحوا ممثلين عن الشعب، وهاهم اليوم “صورة” متكررة من الفشل لبعض النواب السابقين الذين فقدوا التوازن بمجرد أن فازوا في الانتخابات ودخلوا البرلمان، وأكاد أجزم أن ظاهرة السلبية والأخطاء والانحراف عن جادة الصواب ستلازم هؤلاء النواب غير الواعين وسيعيشون في عزلة عن الشارع، وإن تحركوا لن تكون تحركاتهم جدية، ولزيادة التأكد انتظروا مسارات أفكارهم ومداخلاتهم في الجلسات القادمة وخطواتهم الموغلة في الغابات الموحشة.

من يصل إلى البرلمان مطالب بالالتزام وتقديم كل ما لديه للدفاع عن مكاسب الشعب في إطار صلاحياته وليس التردي في مهاوي الأفكار الدخيلة التي تدعو إلى التفرقة والتمييز والتطرف، عليه أن يؤدي رسالته كنائب في التوجيه وليس كمحرك للنمط العنصري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .