+A
A-

جلالة الملك: تمكن مجتمعنا في كل الأوقات أن يحافظ على نسيجه الواحد

تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، فشمل برعايته الكريمة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفل (ميثاق من ذهب) والذي أقيم هذا اليوم في صرح ميثاق العمل الوطني، بمناسبة مرور ثمانية عشر عاماً على التصويت على ميثاق العمل الوطني.

ولدى وصول جلالة الملك المفدى، كان في الإستقبال سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، حيث استقبل جلالته بالترحيب والهتاف من قبل طلبة وطالبات المدارس.

وقد أطلع جلالة الملك المفدى في بداية الحفل على معرض الفنان البحريني عباس الموسوي الذي أقامه بمناسبة الاحتفال بميثاق من ذهب حيث قدم الفنان إلى جلالة الملك شرحاً عن هذه الأعمال التي تتناول الإنجازات الرياضية التي حققها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وإنجازات أبطال المملكة الرياضيين وقد أعرب جلالته عن أعجابه بهذه الأعمال الفنية مؤكداً على دور الفنان البحريني في توثيق مثل هذه الإنجازات الرياضية وترجمتها إلى أعمال فنية متمنياً جلالته حفظه الله للفنان عباس الموسوي كل التوفيق والسداد.

وبدأ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.

بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً قصيراً تناول أهم المحطات الحضارية والوطنية المضيئة والإنجازات الرائدة التي حققتها المملكة وشعبها الكريم على الصعد كافة منذ إقرار ميثاق العمل الوطني.

ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة حفظه الله بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة العزيزة، فيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة ،

الحضور الكريم ،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

ها نحن نفي بوعدنا لكم ونلتقي بكم في هذه المناسبة الخاصة والمتزامنة مع ذكرى التوافق على ميثاق العمل الوطني بإجماعه التاريخي، الذي جاء معبراً عن الإرادة الصلبة والقرار الحر لشعبنا الوفي في تشكيل مستقبل الوطن واستمرار نهضته.

وإنه لمن دواعي السرور والاعتزاز أن يخصص حفلنا هذا، لأعرب لكم شخصياً عن شكري الخالص وتقديري العميق، لإنجازاتكم الرفيعة والمجسدة لجوهر "الروح البحرينية" الوثابة للمجد وللسمو بوطنها ، فكان لكم ، في عام الذهب ، السبق في العطاء والإبداع في الأداء .. وكما وعدتم أنجزتم.

ويسعدني كأب محب لكم جميعاً، أن أبارك لكم سعيكم ودوام نجاحكم الذي جاء متألقاً بتميزه، ومؤكداً على قدرة أبناء وبنات البحرين بتحدي الصعاب وتحويلها إلى إنجازات تضيء سماء الوطن. كما نجد في لقائنا هذا، خير فرصة لتحية كل من عمل معكم ومن أجلكم "بنهج الفريق الواحد" لتحويل حلم التفوق إلى حقيقة. فشكراً لهم، كل في موقعه، لبلوغ هذه النتائج المفرحة في كافة ميادين الوطن.

وهنا أتوجه مجدداً بالشكر والامتنان لابننا العزيز صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الراعي الأول لتنمية الشأن الرياضي في مملكة البحرين، على أدائه المشرّف وعلى حُسن متابعته لمسئولياته، بما يضمن تقدم الرياضة البحرينية والارتقاء بالقطاع الشبابي. ويسعدنا أن نشهد نتيجة لذلك "نهضة رياضية وشبابية"، ونسأل الله أن يوفقه في مساعيه المخلصة لمساندة شباب الوطن في انطلاقته نحو مستقبله الواعد.

الحضور الكريم، تمكن مجتمعنا في كل الأوقات أن يحافظ على نسيجه الواحد بقيمه النبيلة وبسمات الإنسان البحريني المتحضر، المعروف بدماثة خلقه وسعة أفقه، وبالتزامه وإخلاصه في خدمة وطنه، والفخور بإرثه وهويته، وهذه هي "الشخصية البحرينية الأصيلة" التي نريد لها أن تواصل في تألقها وتفوقها من أجل" بحرين المستقبل"، فلنعمل جاهدين بالحفاظ عليها ونحصن بها سياجنا الوطني .

وفي الختام، نكرر لكم شكرنا وتقديرنا على كريم سعيكم، مباركين لكم فوزكم الذي جاء بهمة الأبطال، وندعو الله بدوام نجاحات الوطن على يد أبناءه الذين نحرص على أن تتاح أمامهم كافة الفرص والتسهيلات للوصول إلى قمة العطاء ، "بإصرارٍ وعزمٍ من ذهب" .

وبهذه المناسبة الكريمة فإننا نرفع أكف الضراعة للمولى جل وعلا، بأن يحفظ شبابنا وفتياتنا، ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح لوطنهم، وأن يجعلهم صالحين مُصلحين ، وأن يحقق على أيديهم التقدم والتطور والإزدهار، والمزيد من الإنجازات إنه سميع الدعاء .

دمتم ودامت بجهودكم رفعة بلادكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بعدها ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم .

سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر حفظكم الله ورعاكم .

أصحاب السمو وأصحاب المعالي والسعادة

السيدات والسادة

الحضور الكرام

وأبطال مملكة البحرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يشرفني بداية وأصالة عن نفسي ونيابة عن المنجزين من أبناء مملكة البحرين أن نرفع الى مقام جلالتكم أسمى آيات الشكر والتقدير على تشريف جلالتكم لهذا الحفل الذي يصادف الذكرى الثامنة عشر لميثاق العمل الوطني.

في مثل هذا اليوم التاريخي، شهد العالم بزوغ نجم ميثاق العمل الوطني في رهان أب على الوعي الوطني لأبناءه وبناته وعقد وفاء وبيعة حاكم ومحكوم، في سابقة دستورية سمع الكون صداها وفهم الجميع مدى تماسك البحرينيين بمليكهم وقائد مسيرتهم الذي قاد المملكة للرخاء والتقدم .

ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحالي دائما ما كنا نستلهم من أقوال جلالتكم بأن البحرين غنية بأهلها وأن البحريني معدنه من ذهب والرهان على وعيه و تحضره وانتماءه واعتزازه بمجتمعه المدني الناضج وحبه للمثابرة والانجاز.

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في عام 2001 شهدتم إنطلاقة فكرة ميثاق العمل الوطني فراهنتم يا صاحب الجلالة على شعبكم الوفي من أجل الانطلاقة نحو بناء البحرين الحديثة كما فوض شعب البحرين جلالتكم تفويضاً مطلقاً لقيادة المسيرة نحو آفاق من التقدم والرخاء وإرساء الأمن والعدالة الاجتماعية بين جميع ابناء الوطن .

وبعد التصويت على ميثاق العمل الوطني بأغلبية شعب البحرين بدأت المملكة في رحلة البناء والتحديث والسير على تنفيذ الرؤية للنهوض والتقدم في مختلف المجالات، ولتنطلق البحرين من مبادئ البيئة التنافسية العادلة المنفتحة والتي تحتوي المتميزين وتغرس فيهم الإحساس بالمسئولية الوطنية وتبعث فيهم الإيجابية والمغامرة والمثابرة والإصرار على التحدي وروح التحضر المستمر وصولاً الى تحقيق الإنجازات والفخر بأبناء وبنات مملكة البحرين أمام مرأى ومسمع جميع العالم، وكذلك رّسخ الإيمان بأن الإنجاز هو الأساس الوحيد لأهل مملكة البحرين الذين لا يرضون بديلاً عنه.

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في عام 2018 جاءت استجابة  المحبين من أبناء وبنات البحرين في قمتها ليكون عاماً خالصاً  ومحفوفاً بالإنجازات الكبيرة، حيث وقفنا في مطلع العام المنصرم بين يّدي جلالتكم لأخذ الإذن بإطلاق عام 2018 باسم " الذهب فقط "، ولولا الله ثم دعم جلالتكم لما توصلنا للإنجازات التي تحققت، والتي تعد الأكبر بتاريخ مملكة البحرين، حيث حقق 236 مواطن بحريني 251 إنجاز على جميع الأصعدة باختلافها، ونبقى مقصرين أمام ما يتم تقديمه من دعم جلالتكم ألاّ منتهي لأبنائكم وبناتكم، وهذا ما يجعلنا نخوض الصعاب من أجل ازدهار المملكة والظهور بالشكل المشرف في جميع المسابقات والمحافل الدولية.

ولا شك بأن ميثاق العمل الوطني أساسه ترسيخ وإدماج مكونات المجتمع المدني البحريني، والذي عكس بكل فخر واعتزاز أجمل صور اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب ليضع الأساس القوي نحو الانتقال بمملكة البحرين الى صفحات مشرقة في تاريخها التليد، ونحمد الله حمداً كثيراً بأن المواطن البحريني يمتلك صفات وسمات متميزة، والتي اكتسبها تباعاً من الآباء والاجداد وهي السمة الغالبة عليه فنجد الولاء والانتماء للوطن، والتواضع، مع التحلي بالثقة بالنفس، والإصرار والتحدي والمثابرة والعزيمة والشغف لتحقيق الإنجاز. حتى جعلته يسير بخطى ثابتة نحو الإنجاز ليثبت بكل جدارة واستحقاق بأنه بقدر المسئولية الملقاة على عاتقه كفرد منتج ومنجز.

سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في هذه المناسبة الميمونة وفي هذا المكان الذي حفرت فيه أسماء الموقعين على ميثاق العمل الوطني يقف ّحول جلالتكم أبناء و بنات مملكة البحرين المنجزين الذين رفعوا أسم مملكة البحرين عالياً وحققوا المركز الأول بشّتى المجالات، وقد كانوا خير ممثلين لوطنهم أمام العالم.

ونعاهد جلالتكم بأن نستمر ببذل المزيد من الجهد والعطاء لرفعة راية الوطن، والسعي نحو تحقيق المركز الأول بشتى المجالات، على المستوى الإقليمي والدولي، مستلهمين ذلك من مشروع جلالتكم الناجح، وتقديم الإنجازات عرفاناً وإجلالاً من أبناء الوطن لقائدهم . فمن يملك يا صاحب الجلالة ميثاق عمل ويجد أمامه مشروعاً ناجحاً وعظيماً أوجد البيئة التنافسية الشفافة، وإذا كان الفرد لديه الشغف وحب الإنجاز فيجب أن لا يقبل إلا برفع الراية عالياً.

ختاما: نبارك لجلالتكم هذا الشعب المنجز الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية مملكة البحرين وتجديد البيعة لجلالتكم لتكون المملكة في الطليعة دائما وتقديراً ودافعاً لكل منجز وحافزاً للأجيال القادمة، نلتمس من جلالتكم إصدار أمركم السامي بإطلاق " ميثاق من ذهب " ليصبح هذا اليوم تكريماً لكل من ساهم برفع راية مملكة البحرين بتحقيق المركز الأول في جميع الأصعدة الإقليمية والدولية بكل عام.

وكذلك نلتمس من جلالتكم تدشين سجل المنجزين الذين سوف يخلد أسماء أبنائكم المنجزين بما حققوا من إنجازات بأسم مملكة البحرين.

داعين الله بأن يمن على جلالتكم بالصحة والعافية وبالعمر المديد ، أدامكم الله عزاً وذخراً لشعبكم المخلص، وحفظكم الله من كل سوء ومكروه، وسدد الله خطاكم لما يحبه ويرضاه.

والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

ثم ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة بهذه المناسبة.

بعد ذلك، تم عرض أسماء أصحاب الإنجازات على شاشات العرض، لتسليط الضوء على انجازاتهم، تقديرا لعطاءاتهم وخدماتهم الجليلة التي قدموها للوطن العزيز في مختلف القطاعات.

ثم تم تقديم أوبريت غنائي بعنوان "ميثاق من ذهب" وهو من كلمات الشاعر عارف الهاشل والشاعر يونس سلمان وتلحين الفنان أحمد الهرمي وأداء الفنانين راشد الماجد وراشد حنظل بمصاحبة طلبة وطالبات وزارة التربية والتعليم .

عقب ذلك، تشرف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتقديم هدية تذكارية الى حضرة صاحب الجلالة بهذه المناسبة وقد التقطت الصور التذكارية لجلالة الملك مع أبطال البحرين.