العدد 3621
الخميس 13 سبتمبر 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
قبل قرع الطبول
الخميس 13 سبتمبر 2018

بعض النواب السابقين أثبتوا مواقف وطنية لأجل الناس والوطن، فمواقفهم مغموسة في قارورة عطر، وهم قلة، لكن بعض ممن بدأوا يرقصون على مسرح الانتخابات بذات الطبول التي قرعوها ضد ملفات مصيرية كملف قانون التقاعد، يسعون للرقص على ذات إيقاع الطبول بحجة أنهم يمتلكون مناديل يوزعونها على المواطنين في بيت العزاء لكل ملف أريد له أن يقبر. بعض هؤلاء المترشحين، بعد انتهاء الصناديق التي وزعوها على من انتخبهم في 2014 مع “يا ناصيب” ابتساماتهم البلاستيكية، عادت شهيتهم لتورطهم بحب الترشح في 2018. بعض المترشحين الجُدد مازالوا يتعاطون مع البرلمان على أنه ضربة حظ أو “لعبة يا ناصيب” قد تصيب وقد تخيب. بعض من المترشحين، شخصيا عرفناهم عن قرب مدى فاعليتهم في دعم الناس، والترافع عن جروحهم، ولم يتورطوا بخطابات تنزل منها دموع حجرية، هذا الصنف سوف أتكلم عنه لاحقا وإن كان قليلا.

الْيَوْمَ خرجت أصوات ممن كانوا يَرَوْن أن المشاركة عبارة عن قفص ذهبي مطلي بالذهب، والمقترب منه يدخله إلى سجن معنوي وتاريخي لا تسعفه حتى رسمة خارطة على كل الجسد كما هو مسلسل برزين بريك، إلا أنهم الْيَوْمَ تغيرت آراؤهم، وراحوا يوزعون شهادات التسامح في الدخول.

بالنسبة لي اعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح، وأتمنى أن تكون انتخابات 2018 انتخابات كل البحرينيين في المشاركة والتفاعل، وطريق إلى قراءة الفاتحة على نظرية “المقاطعة”، لنستطيع أن نؤسس لديمقراطية تزداد قوة في دعم القيادة والشعب. كلما ازداد مجتمع ثقافة قلت فيه حدية عنف الألفاظ، والتطرف في السياسة. يمكننا أن نترافع عن ملفات الشعب، كل في موقعه كما فعل مثقفو الغرب، الفنان لوركا الإسباني دافع عن هموم الناس بلوحاته، توليستوي الأديب الروسي بقلمه وأدبه، سارتر الفرنسي بفلسفته، الشاعر رامبو الفرنسي بشعره، وهكذا. لا تسمحوا لأي أحد اختطاف المشهد السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي لرؤية أحادية.

نحن في الألفية الثانية، والعالم قائم على الفضاءات المتنوعة شريطة احترام الدستور، حتى الوزراء يجب أن ننتقدهم في أدائهم، ونقوم باستجوابهما في البرلمان والصحافة. وعلى الوزراء ألا يضيق صدرهم منا. وكل هذه الأمور لها وقتها في النقاش. نحن نريد نوابا وسطيين، يلقون الرز والسكر على إنجازات أي وزارة، ويمارسون عمليات جراحية لأي وزارة أو ملف يعاني نزيفا.

ختاما يبقى مع عاشوراء الحسين نقدم الشكر لوزارة الداخلية وإدارة المرور وبقية الإدارات، ووزارة الصحة، والبلديات لما يقومون به من مواقف جليلة لموسم عاشوراء، وهو يعكس التسامح والاحترام للأديان. وهذا دليل أن في قيادة جلالة الملك، وحكمة رئيس الوزراء، وتطلع ولي العهد ستبقى البحرين موطنا للتعايش، واحترام الأديان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية