قيل في السنوات الماضية في الانتخابات البرلمانية ما لم يقله مالك في الخمر. أشعلت حرائق في سمعة كل من يشارك، وكثير من المرشحين تحولوا إلى كيس ملاكمة، والبعض أصبح مكانا مغريا للرفس والعض والركل.
لا مشكلة في ذلك، الشعوب كما يقول علماء نفس الجماهير في دراسة سيكولوجية الجماهير إنها في البداية تخاف من الجديد، خصوصة إذا حوّل الجديد إلى “بندول” قاتم في عين الجماهير كما هو مصطلح المفكر الروسي فاديم زيلاند، والذي اعتبره من أفضل المفكرين الذين قرأت لهم في فهم الحياة، وطبيعة التعاطي مع ألم الواقع، وسلطة سكين المال، وكيف يصبح الإنسان “سلطان اللحظة” منتشيا بالسعادة، فلا يحمل عقدة الماضي، ولا الخوف من عفريت المستقبل.
أنصح الشباب، خصوصا المهووسين بعلاقات غرام مجنونة بقراءة كل كتب هذا المفكر خصوصا مفهوم “تخفيض أهمية الأشياء”، ممن يقعون ضحايا على مسلخ العشق، معلقين كذبيحة في ملحمة الرّق النفسي وعبودية الإنسان لما يسمى بجنون الحب “التعلق المرضي”، وسأفرد مقالات عن ظاهرة سقوط ضحايا الغرام، والمصابين لما أسميته بـ “سرطان المشاعر” الذي يحتاج جرعات كيماوية الواقع، فكل عاشق اعتبره يعاني نقصا داخليا واضطرابا سيكولوجيا.
أقول المشاركة بدأت تأخذ مكانها، وتنتشر كربيع على حديقة محطمة بسبب الإهمال وشح الأمطار.
كثر المرشحون، وإن تشابهت برامجهم حتى عادت متشابهة كالرز وعيون الصينيين، على حد تعبير نزار قباني.
وبعض البرامج لا يمكن أن تقرأها حتى في فانتازيا حكايات ألف ليلة وليلة. إنها بشارة خير أن يكثر عدد المشاركين، وبدأت القناعات تتأكد بسبب حجم الإحباط اليومي أنها الخيار الأفضل. أرجو قراءة كتاب “سيكولوجية الإنسان المقهور” لمصطفى حجازي.
سيكولوجيا المجتمع البحريني يعاني اكتئابا سياسيا واقتصاديا، حتى بات كثير من أطبائنا النفسيين يعانون هم أيضا من اكتئاب حاد بسبب حجم قسوة الحياة المادية والفردية.
إن من أخطر أنواع الاضطراب هو اضطراب ثنائي القطب، وهو تحول مزاج الشارع العام سريعا مثل البورصة، وقطار الموت، طالع نازل بين فرح وحزن في ذات اللحظة.
المشاركة كي تعالج الناس سيكولوجيا وتنمي من الإنداورفين “هورمون السعادة “ بحاجة إلى وصول مرشحين أكفاء، لا يكونون سمك زينة في الدفاع عن الوطن، وإنما أشداء في الدفاع عن ملفات الناس، والدفاع عن الوطن وعن القيادة والشعب.