+A
A-

آسيوي يقتل زميله بالسكن طعنا بالظهر ويبرر جريمته بالدفاع عن النفس

شرعت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في نظر واقعة اعتداء على سلامة جسم آسيوي بواسطة سكين في ظهره في سكن عمال بمنطقة سلماباد، ما تسبب بموت الأخير متأثرا بالجراح والنزيف الذي تسبب به زميله بالغرفة بعد خلاف نشب بينهما حال كونهما يحتسيان المسكرات؛ بسبب عدم حصول المجني عليه على الوظيفة والراتب الذي يرغب بالحصول عليه، فضلا عن وجود خلافات عائلية بينهما في بلدهما.

وعند سؤال المحكمة للجاني عما إذا ارتكب التهمة المسندة إليه فعلا من عدمه، قرر أنه ارتكبها بالفعل ولكن برر فعلته بأنه كان في مرحلة دفاع عن النفس.

فقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية حتى جلسة يوم 10 سبتمبر المقبل؛ وذلك للإطلاع والرد من قبل وكيل المتهم، البالغ من العمر 38 عاما، وأمرت باستمرار حبس الجاني لحين الجلسة القادمة.

وتشير أوراق القضية إلى أن الواقعة كانت قد حصلت في منطقة سلماباد بتاريخ 8 يونيو الماضي، إذ قرر المتهم أثناء التحقيق معه بمعرفة النيابة العامة أنه والمجني عليه كانا يحتسيان المشروبات الروحية وأنهما بحالة سكر، وظلا يتناقشان عن مسألة عدم حصول المجني عليه على وظيفة وبقائه عاطلا عن العمل منذ مدة طويلة، وبين أن الأخير كانت تصل إليه عروض توظيف من عدة شركات إلا أنه كان يرفض العمل بتلك الشركات، والسبب يعود إليه، إذ أنه كان يرغب بالحصول على راتب أعلى مما يتم عرضه عليه.

وأضاف المتهم أنه حاول نصح المجني عليه بالقبول بأية فرصة عمل حتى يتمكن من الحصول على الوظيفة والراتب الذي يطمح إليه، إلا أن المجني عليه كان يرفض القبول بنصيحته.

وأشار إلى أن نقاشهما هذا تطور وتحول إلى مشادة كلامية فيما بينهما، اعتدى عليه خلالها المجني عليه، والذي صفعه بواسطة يده على وجهه، فما كان منه إلا أن سأل عنسبب اعتدائه عليه إلا أنه تفاجأ باعتداء المجني عليه مرة أخرى بذات الطريقة.

لم يتمالك المتهم أعصابه وتوجه مباشرة إلى المطبخ وظل يبحث عن سكين طعام، والتي جلبها إلى الغرفة، وانهال على زميله بالطعن في ظهره، وعندما شاهد المجني عليه ينزف الدماء بغزارة ولا يحرك ساكنا، هرب من الموقع مسرعا وحمل معه السكين أداة الجريمة، والتي غسلها وألقاها في مكان ما خارج مسكن العمال الذي يقطنان فيه.

وأفاد المتهم أنه في تلك الليلة ذهب إلى إحدى البنايات الواقعة في شارع المعارض بمنطقة المنامة، واستأجر غرفة فيها حتى ينام، إلا أنه وفي نفس اليوم تلقى اتصالا من أفراد الشرطة، والذين طلبوا منه النزول إليهم من الغرفة وأنهم بانتظاره أسفل البناية التي يستأجر الغرفة فيها، فاستجاب لهم وتم القبض عليه.

وبالتحقيق حول الواقعة بمعرفة النيابة العامة وسؤالها للشهود، قرر أحدهم أنه يسكن مع الجاني والمجني عليه وأفاد أن الواقعة ليست كذلك فقط، بل إن لها خلفيات سابقة إذ أنهما كانت تكثر بينهما الخلافات والمشاكل العائلية في بلدهما، وان هذه المشادة الكلامية التي حدثت بينهما كانت النهاية لحياة المجني عليه.

وأضاف الشاهد أن مسؤولهم في العمل كان قد طلب منهم أن يسمحوا للمجني عليه أن ينام معهم في الغرفة، وبالفعل سمحوا له بالنوم معهم في الغرفة، بالرغم من انه كان قد احتسى المشروبات الكحولية قبل دخوله للغرفة، وعقب خلودهم إلى النوم تفاجئوا بصرخات المجني عليه، والذي ما إن أشعلوا الأنوار لاحظوا أنه ملقى على الأرض ويصرخ بشدة والدماء تنزف منه ظهره بغزارة، فيما كان باب الغرفة مفتوحا، فسألوه عمن ارتكب ذلك، فقرر ليهم أن المتهم هو من تسبب بها بعدما دخل إلى غرفتهم وطعنه في ظهره.

وعلى إثر ذلك تواصلوا مباشرة مع مسؤولهم في العمل، والذي بدوره أبلغ الشرطة بحصول الواقعة.
وثبت من تقرير الطبيب الشرعي أن عينه دم المجني عليه كانت تحتوي على نسبة 86.4% من الكحول.

وجاء في تقرير الصفة التشريحية أن سبب الوفاة هو نتيجة إصابة بطعنة لآلة حادة، نفذت إلى التجويف الصدري وأحدثت قطعا في الرئة اليسرى وسببت نزيف جسيم.

فأمرت النيابة العامة بإحالة المتهم للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 8 يونيو 2018، اعتدى على سلامة جسم المجني عليه بأن قام بضربه في ظهره بواسطة سكين مسببا له الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أفضت إلى وفاته.

الجدير بالذكر أنه صرح في وقت سابق رئيس النيابة بنيابة المحافظة الشمالية محمد المسلم، عن تلقي النيابة العامة بلاغا من مركز شرطة الخميس (أ) عن حدوث مشاجرة بين آسيويين بسكنهم بمنطقة سلماباد أدت إلى قيام أحدهما بطعن الآخر والهرب من مكان الواقعة، وقد تم القبض عليه في وقت لاحق، هذا وقد تم نقل المجني عليه للمستشفى إلا أنه قد فارق الحياة متأثرا بإصابته.

وقد انتقلت النيابة فور تلقيها البلاغ لمكان الواقعة وأجرت المعاينة اللازمة للمكان ولجثة المجني عليه، وانتدبت الطبيب الشرعي ومسرح الجريمة لرفع الآثار والعينات اللازمة.

وقد باشرت النيابة التحقيق بسؤال شهود الواقعة واستجواب المتهم الذي اعترف بما هو منسوب إليه وأمرت بحبسه (...) على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة القتل العمد (...).