أبا سلمان، وللجرح بلسم، وللحزن أكثر من مذاق، ولطعم الوجع أكثر من نكهة حداد، ولكل دمعة كف رؤوم، ولكل صرخة يد حانية، وللقلب أكثر من مزار ومزار.

تلك قطيفة رحمة، وقطعة جوى، وتحليق شهقة على ضفاف أمل، وأنت أنت، رغم اكتظاظ طريق، وزحمة مخدع، وعناد ثقب جدار، تتصفح يدك الحانية كتاب يتيم، وزفرة أرملة، يخنق عبرتها ليل طويل.

لله درك أبا سلمان، وأنت وحدك تسهر وتوصي بكفكفة وتنهيدة لتكون عزفا ونشيدة لكل طفلة يتيمة جديدة. وتصر أن تكون ماسة إنسانية في تاج مشروعك الإصلاحي اسمها المؤسسة الخيرية الملكية.

ففي الوقت الذي نسجت فيه كلمات في مقالات عن مؤسسات تحتاج إلى ترميم، فهناك مؤسسات كلها لون جميل، هل تعلمون عدد اليتامى والأرامل التي تكفلها المؤسسة؟ هذه المؤسسة مثال يحتذى، ونموذج يقدمه المشروع الاصلاحي كصورة إنسانية حضارية لجمال المشروع، والقيم الكونية الكبرى، والأسس التي قام عليها مشروع جلالة الملك الاصلاحي حفظه الله. عندما ننتقد وزارة هنا أو مؤسسة هناك فنريدها أن تكون على شاكلة هذه المؤسسة المعطاء جمالا وإنسانية وحضارة، فهي صورة من صور الوحدة الوطنية الحقيقية للبيت البحريني، فهي على مسافة واحدة من المواطنين، وقمة في الشفافية، وابتدأت بدعم من جلالة الملك وانظروا أين وصلت اليوم؟

والآن تمتلك المؤسسة الخيرية أبراجا استثمارية، ومشاريع استثمارية تصب في صالح كل أرملة ويتيم، ومتواصلة مع كل عائلة بحرينية، وتقوم برعاية اليتيم ماديا وتعليما، ونفسيا، ووظيفيا، وحتى في المناسبات من أعياد وشهر رمضان.

هذه المؤسسة عملت بموازنة من قبل جلالة الملك وباهتمام واسع من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والأمين العام الدكتور مصطفى السيد، وموظفين جنود مجهولين، يعملون باقتدار ليل نهار كخلية نحل، هل كثير علينا لو عممنا تجربة هذه المؤسسة على بقية مؤسسات الدولة؟ هل كثير علينا كبحرينيين، لو أنا كوزراء، وكأعضاء شورى ونواب وكتاب وصحفيين لو قمنا باستنساخ هذه التجربة بكل حرفية؟ أليس بذلك ستكون البحرين أكثر جمالا وقوة وإشراقًا وحضارة.

الديمقراطية والشفافية والوسطية، وخدمة المجتمع البحرين واختيار شخصيات، قلبها على الوطن سوف تقودنا نحو مزيد من التماسك الوطني، وستعزز شعبية جلالة الملك ومشروعه الاصلاحي، وستدعم سمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد في حكومتهم ومشاريعهم، وهذا ما أسعى اليه ككاتب ومثقف، أعلم ان “الإصلاح عمل جراحي وموجع ولكن لابد منه”.

اعلم أن معالجاتي حادة وموجعة، لكن في آخر المطاف ستكتشف كل البحرين كم هي لصالح البحرين، هذه مؤسسة جلالة الملك ماسة الإنسانية في تاج المشروع الإصلاحي.

أترككم مع هذه الماسة وبلغة الأرقام والحقائق لتعلموا كم نحن بحاجة إلى تعميم هذه التجربة واذا أردنا، علينا ان نمتلك الشجاعة في استخدام البلد بزر الثقافي والعملي لكنس أخطاء الماضي والبناء على الإنجازات العملاقة لجلالة الملك.

وكي ننصف المشروع الإصلاحي لابد أن نتحدث عن إشراقاته بلغة الأرقام، والآن أنتم مدعوون لوليمة أخبار جميلة ومريحة للقلب، فوفقًا للتوجيهات السامية من جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في التخفيف من أعباء الحياة المعيشية عن الأسر المكفولة وتوفير الحياة الكريمة لهم، فإن المؤسسة تقوم بتحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي لكل يتيم وأرملة من المكفولين بالمؤسسة بحسب المعايير والاشتراطات المعتمدة، في موعد لا يتجاوز الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي.

كما تقوم المؤسسة وفقًا للتوجيهات الملكية بتحويل مبالغ المكرمات الموسمية لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لدى المؤسسة الخيرية الملكية بمناسبة عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك إضافة إلى الحقيبة المدرسية، وذلك انطلاقًا من اهتمام جلالته المتواصل بتوجيه جميع أشكال الدعم للمواطنين في مختلف المناسبات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.

وبلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة المفدى حفظه الله ورعاه مع نهاية العام 2017 ما يُقارب 11279 يتيمًا وأرملة من مختلف مدن وقرى المملكة.

المكرمات السنوية:

• مكرمة شهر رمضان: استفاد منها 10929 يتيمًا وأرملة.

• مكرمة عيد الفطر المبارك: استفاد منها 10995 يتيمًا وأرملة.

• مكرمة عيد الأضحى المبارك: استفاد منها 11143 يتيمًا وأرملة.

• مكرمة الحقيبة المدرسية: استفاد منها 4183 طالبًا وطالبة.

• بلغ عدد الخريجين الذين استفادوا من البعثات والمنح الدراسية 452 طالبًا وطالبة من العام 2004 إلى 2017.