العدد 3372
الأحد 07 يناير 2018
banner
مجلس الرئيس ...زيارة مع السمو
الأحد 07 يناير 2018

قد تكون استجابة ربانية لدعاء الوالدين تلك التي وضعتني في معية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في زيارته الميمونة إلى دولة الكويت الشقيقة، لكنه الوفاء الذي يتسم به الزعماء الاستثنائيون في تاريخنا العربي الطويل، العطاء في أبهى صوره، وأدق ملامحه، والشمول بأصدق معانيه وأنبل مطامحه.

الزيارة لم تكن خاطفة بقدر ما كانت معبرة عن أسمى معاني الأخوة والتفاني بين الأشقاء، ولم تكن قصيرة بالمعنى الزمني المحدود، بقدر ما كانت بعيدة المدى، عميقة العوائد، مترامية الأبعاد.

لم تكن دهشتي مفاجئة ونحن نشهد ذلك الاحتفاء الاستثنائي لزعيم عربي استثنائي من قادة الكويت وأهله في قصر بيان، لم يكن الترحيب الشاهق من أمير الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للأمير القائد خليفة، والوفد المرافق في حد ذاته مفاجأة لنا، فقد اعتدنا كيف يستقبل القادة والزعماء أميرنا خليفة، وكيف يحتفون به مستخدمين أعلى البروتوكولات قيمة وقامة وتألقاً، وموظفين أرقى صولجانات الترحيب في خدمة الضيف الكبير عندما يحل أهلاً، وينزل سهلاً.

خليفة بن سلمان يصل دائما في تمام المواعيد، ويصيب في الصميم هدف الرجاءات الصعبة، فالزيارة إلى دولة الكويت الشقيقة كانت ضرورية ومحورية وتاريخية، والمباحثات التي أجراها الزعيمان الكبيران كانت على أعلى درجة من الأهمية، فالمنطقة تطفو فوق بركان، والتحولات صارت أسرع من التجهيزات، ووحدة الصف وتكاتف “الأشقة” أصبحت حاضرة على المحك، نكون أو لا نكون، قبل أن تمر المشاهد على بلادنا من دون بصمة لنا أو موقف منا، أو شراكة على الطريق.

حين وصلنا مع موكب سمو الرئيس إلى حيث كان في استقبالنا أمير دولة الكويت الشقيقة وكبار المسئولين وأعضاء الأسرة الحاكمة الكريمة، شعرت بأمان لا نظير له، واطمئنان ودفء وفادة في حجم التحدي، كنت من جانبي استرق السمع وحديث القائدين أكثر من حميمي، وفي مستوى اللحظة، وعلى مستوى المخاطر، تحدثا سموهما بقلب ملؤه الإيمان بوحدة المصير، عن المنطقة والعالم، عن موقفنا الحتمي من الإعراب تحت شمس النهار المتأرجحة، وعن أدوارنا التي يجب أن نلعبها، والتكاتف يلفنا، والعروبة تلمنا، والأمن والإحاطة تقوم بأدوارها الصعبة في أوطاننا، إنه التجلي في أعظم أشكاله عندما يدرك زعيمان عربيان بأن المواجهة قد تحين ولابد أن نكون بحجمها، وأن المطاف قد يبلغ مداه ومن الواجب أن نكون مستعدين له. هذه هي بصيرة القادة عندما تلتحم مع شعوبها الوفية، وتلك كانت خلاصة القول، في مقولة لا يشبع عشاقها من ترديدها أينما كانوا وأينما حلوا: إنها الوحدة يا رجال، ونبذ الفرقة أيها السادة، ووأد التمييز في مهده، والقبول بالآخر في عزه، والذود عن المقدرات بالغالي والنفيس، والممكن والمُحال من مشرقه إلى مغربه.

و... عدنا مع الرئيس القائد من رحلة تاريخية وفي ضمائرنا رصيداً هائلاً من التشريف والتكليف، ودروساً مستقاة من قائد فوق العادة متوج حفظه الله ورعاه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .