العدد 3365
الأحد 31 ديسمبر 2017
banner
مجلس الرئيس...كل عام وسموكم بخير
الأحد 31 ديسمبر 2017

مرت سنة بحلوها ومرها، بصخبها وضجيجها، رغم ذلك صمدت البحرين بفضل رعايتكم لها، انتصرت على التحديات، مستعينة بتوجيهاتكم السديدة اليها، المنطقة تغلي، وبلادنا في مأمن من كل شر، الإقليم يتشتت، ووحدتنا تحرس الأمن الرصين، الدنيا تتوتر، وتكاتفنا هو الذي يهدئ الروع الرهيب، ارسيتم دعائم الاستقرار، وبنيتم دولة المن والأمان، وكنتم بيقظتكم ودعمكم خير معين لمواطنيكم، ونعم نصير لقضاياهم.

2017 كان عاما شديد الشراسة، والعدوان على ثوابت الامم، على أبسط متطلباتها في الحياة الكريمة، والضمانة السليمة، لكننا وبعون الله تمكننا مع قيادتنا الأبية وشعبنا الوفي ان نستمع اكثر مما نتكلم، ان نخطط قبل ان نتحرك، وان نفهم قبل ان نواجه.

  تعلمنا منكم ياصاحب السمو ان الإضافة للمراحل خير من حرقها، والصبر على الإنجاز أبرك الف مرة من المضي في طريق المجهول، تعلمنا كيف يمكن لراب الاصداع ان يؤتي ثماره، وكيف يمكن لوأد الفتنة في مهدها، ان تحمي مقدرات وطن، فالتزمنا مع سموكم بالوعد، وحافظنا على العهد، بأن نكون سويا يدا بيد، من اجل بحرين أجمل، وبحرين أفضل، وبحرين أقوم وأعلى شانا.   

ونحمد الله ونشكر فضله أنه على الرغم مما حدث في المنطقة من تشتيت للتاريخ، وتعتيم على الجغرافيا، وظلم للإنسان، الا اننا حافظنا على وحدتنا، وتمسكنا بمبادئنا التي وضعتم حجر الأساس لها، واكتفينا بالقليل المستمر الذي هو خير من الكثير المنقطع، لم ندخل في مغامرات عقائدية، او مهاترات سياسية، او مناورات إقليمية، احترمنا العقل والرأي الآخر، والتزمنا الموضوعية، حفظنا الفضل بكل الحب وكل الصبر وكل روية.

خليفة بن سلمان يعلمنا طوال مشوار سموه المبارك، كيف نحمي وطننا، كيف نذود عن منجزاته، ثم كيف نبني مقدراته.

مجلس الرئيس انعقد عشرات المرات بحمد الله ورعايته في 2017 وسوف تستمر المسيرة بإذنه تعالى في 2018، ويتواصل الرئيس مع شعبه، ويلتقي مع اخوته ومسئوليه وأحبائه، ويتألق كعهدنا به عندما يسال عن العائلات، وحين يوجه النخب والمسئولين، وحين يمهد الطريق لهم نحو التعاطي الإيجابي، مع فكر واحتياجات المواطن، مع طبيعة وطموحات القرى والمدن والنجوع، هنا يكمن الإخلاص في اصدق معانيه، ويتجلى العطاء في أبهى صوره.

سموه يستشهد بالدول التي لم يحالفها التوفيق، وبتلك التي ابتعدت عن الوحدة والائتلاف، والأخرى التي انساقت خلف الشعارات البراقة واللافتات الفتاكة، فتدهورت، وترنحت، وترجلت، وعانت شعوبها، فعادت قرونا الى الوراء، وعهودا الى الظلمات، لذلك لابد ان نحفظ الدرس جيدا، وان نتعلم من التجارب المريرة للآخرين، وان نتقن الفرز بين الوطن الملغوم، والمواطن المهموم، الاول يفخخ نفسه من تلقاء نفسه، والثاني يفجر طاقات أمته بالحرص على مكتسبات أمته.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه ينظر الى المستقبل بعين الحاضر، يبني على مافات، ويحرص على التواصل مع بني وطنه، ويحترم الوفاء للمراحل، لذلك كانت البحرين اكثر استقرارا من غيرها، وأعمق آمنا من دونها، وابعد فهما من سواها.

نحمد الله على عطايا سنة مضت، ونحمل في طيات ما بلغناه من أماني للقيادة والرئيس، أسمى آيات التهاني والتبريكات بعام اكثر آمنا وامانا واستقرارا، وبوطن اكثر لحمة ووحدة واطمئنانا، وكل عام وسموكم بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .