العدد 3358
الأحد 24 ديسمبر 2017
banner
مجلس الرئيس... العودة الميمونة
الأحد 24 ديسمبر 2017

كم كانت فرحتي وأنا أتابع في الأخبار عودة الأب الرئيس إلى بلاده بعد زيارة قصيرة قام بها سموه إلى الخارج، كم كانت قراءات الأمير الوالد صادقة وعميقة لمشاهد الأحداث، ثم كيف كانت معايشات سموه بالغة الدقة وهو يقيس بميزان الذهب أوضاع أمتنا الدقيقة وهي تمر بأكثر من منعطف خطير وأصعب من تحدٍّ مرير، بعد ما واجهناه من آمال وآلام في قضايانا المصيرية، وفي معاركنا الدبلوماسية، وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية .     

إن الأحداث المتسارعة التي تضرب مفاصل استقرار أمتنا يومًا بعد يوم، وحدثًا بعد الآخر، كانت حاضرة وعلى مدار الساعة في خطوات الرئيس نستمد منها الروي، وتستلهم من تعاليمها القواعد والأسس المستنيرة كي نقيس بها مسافة التحدي، وننهل من آثارها فضائل التعاطي وصلابة المواجهة.

حمدًا لله على سلامة عودتكم أبا علي، فالقلوب التي غادرت مع سموكم عادت إلى قواعدها سالمة، والأفكار التي شردت من خلفكم آن لها أن تستقر، والعيون التي سهرت بات عليها أن تستريح، فالمجد الذي صنعتموه، والحب الذي غرستموه والعزة التي علمتنا إياها يا صاحب السمو ستظل صنواننا في حلك وترحالك، في وجودك وغيابك، وفي أملك ورجائك.                                   

إن المتتبع لأحداث الأيام القليلة الماضية يستطيع أن يلمح الحركة الدؤوبة التي ترافق بها سموكم صعوبة التحدي، ووعورة المنقلب، ومرارة النتائج، فالمواكبات التي جرت، والمياه التي تحركت، والمواقف التي انطلقت، كان لها فعل السحر وأنتم تخوضون مع شعبكم العربي قضايا الوحدة والمصير، وأنتم تعانون معه عذاب الفرقة في المسير، فالقضايا التي خيمت والظلال التي تناثرت والهمم التي اندثرت كان لها أكبر الأثر في المواقف المتباعدة لأمتنا في قضايانا المحورية، لذلك نرى سموه وهو يساند في تصريحاته الاستباقية المملكة العربية السعودية في مواقفها وحربها الضروس مع أعداء الحرية والسلام، ونشاهد سموه حفظه الله ورعاه في حديثة لصحيفة اليوم السعودية وهو يشدد على أهمية اللحمة بين الأشقاء، مشيدًا سموه بالدور المساند للبحرين من الشقيقة الكبرى ونحن نخوض معارك التنمية والرخاء، والمملكة الغالية وهي تدعمنا في قضايانا. وتنصرنا في حقوقنا وترد معنا الصاع صاعين، لكل متربص وكل متآمر وكل حاقد أو خائن من أجل أن ينعم وطننا بالعزة والأمن والاستقرار.                               

ولعل في تأكيدات سموه الكريم على ذلك الدور الكبير الذي يلعبه جسر الملك فهد في رفد العلاقات الاقتصادية والسياسية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، ما يؤكد الأهمية المتعاظمة للجسر الثاني المزمع إنشائه بين المملكتين الشقيقتين ليضاعف الفائدة من الجسر الأول، ويعمق الروابط بينهما لما فيه خير المنطقة والعالم.                         

ومما لاشك فيه أن الأصداء الواسعة التي خلفتها التصريحات المتواكبة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، حول ملف حقوق الإنسان في يومه العالمي ما يؤكد مرة أخرى على صون المملكة لتلك الحقوق في أبهى صورها، إلى أن أصبحت نموذجًا عالميًّا يحتذى في المحبة والتآخي واحترام الآخر من دون تفرقة أو استثناء بين الأعراق والألوان والأطياف. حمدًا لله على سلامة الوصول يا صاحب السمو، عودة ميمونة بإذن الله، والعود أحمد برعايته وحفظه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية