مع كل عام هجري جديد يحلُ علينا موسم عاشوراء، فتتعانق المناسبتان في شهرٍ واحد، مناسبة الهجرة النبوية الشريفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي أفاضت على الدنيا وجودًا وإشراقًا، ومناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب “عليه السلام” في معركة كربلاء. ونحن نحتفل بموسم عاشوراء علينا أن نفعل من عاشوراء المعاني المجيدة والقيم الحميدة والمبادئ الإنسانية النبيلة التي استشهد من أجلها الإمام الحسين، وعلينا أن ننقي هذا الموسم من الكثير من التبعيات والتصرفات التي لا تتوافق مع أهدافه ومبادئه.
إن الاحتفال بموسم عاشوراء يجب أن يتم مع ما يتوافق مع قدسية المناسبة وعظمتها، وبما يُحافظ على الأمن العام والنظام في البلاد، وعلى السلامة العامة، ويجب عدم الإساءة للموسم بأمور تتعارض مع القانون مما يؤدي إلى إخراج عاشوراء عن المسار الصحيح، والقوى الأمنية تتواجد من أجل الحفاظ على السلامة العامة للمواطنين والمحتفلين بعاشوراء، ومن أجل تحقيق الضوابط القانونية المُقررة في حالة حدوث أية خروق لا تتناسب مع عاشوراء.
إن خطباء المنابر رُسل الكلمة الطيبة الهادفة، وعليهم الالتزام بالدعوات الاجتماعية والدينية الصادقة، المليئة بالقيم الإنسانية النبيلة، والمعززة لمسيرة الإصلاح ووحدة الشعب الوطنية.
علينا جميعًا كمواطنين أن نجني ثمار هذه المناسبة الجليلة، وفي مقدمتها تمتين وحدتنا الوطنية وتنقيتها من الشوائب، وتحقيق التقارب الوطني بين جميع فئات المجتمع، وأن نقف صفًا واحدًا في وجه التدخلات الطائفية الإقليمية التي تحاك ضد بلادنا، وعلينا كشعب أن نقف مع قيادتنا لصد التآمر من أجل أن ننعم بوطن ترفله أعلام السلام ونسائم الأمان. حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء، آمين يا رب العالمين.