العدد 2856
الثلاثاء 09 أغسطس 2016
لا مكان للمنابر الدينية الملوثة بالأحقاد على البحرين
الثلاثاء 09 أغسطس 2016

لا توجد حدود مفتوحة لأي كان ومهما كان وضعه الاجتماعي فيما يتعلق بأمن واستقرار الوطن، فعلى طول الأزمنة دائما يتربع الوطن على العرش والمصلحة العامة فوق كل اعتبار، لا فرق بين رجل دين وبين أي مواطن عادي، لا فرق بين محام ولا ضابط شرطة، الجميع يقفون على خط واحد أمام القانون ومن يتجاوزه حينها سيقول القانون كلمته.
يوم أمس ذكرت النيابة العامة في بيان لها أنها تلقت بلاغاً من مديرية أمن شرطة محافظة المحرق مفاده قيام أحد الخطباء بالإساءة للنظام الدستوري للمملكة اثناء إلقائه خطبة الجمعة، وباشرت التحقيق، واطلعت على الخطبة واستجوبت المتهم بحضور محاميه وواجهته بما تضمنته خطبته وأمرت بحبسه سبعة أيام على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة التحريض على كراهية النظام الدستوري للمملكة، وجار استكمال التحقيقات.
هناك ناحية سلبية في هؤلاء الخطباء الذين حولوا ثقافة المنبر الديني الى تطبيقات تحريضية، واستغلوه بكل أشكاله لبث السموم والخطاب السياسي العنيف والصدامي والمتشدد، والاستمرار في الفهلوة السياسية البعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية العليا. لقد وضعوا النشاط التحريضي ضد الدولة في المقدمة وشهدت البحرين نشاطا ملحوظا لبعض رجال الدين الذين أصروا على تشجيع العناصر المخربة وتلويث العقول والدفع بالشباب والناشئة إلى ميدان معركة وهمية، ولكن هذه السحابة السوداء لا يمكن أن تبقى في سماء بلد المؤسسات والقانون ومن لا يعجبه عليه “تبليط البحر”.
حتى الخطب التحريضية والمسيئة إلى الوطن كانت تخرج من بعض المآتم، في الوقت الذي كان ينبغى أن يكون هذا المنبر قاعدة للمحبة والتسامح ونبذ الفرقة والنصيحة. ونحن نعلم خطورة  تأثير المنبر الديني على الناس خصوصا الشباب الذي يتحمس وبشكل أعمى لكل خطاب، سواء كان معتدلا أو متشددا. وبصورة عامة ستبذل الآن قوى التآمر مجتمعة كل الجهود لتصوير الوضع على أنه استهداف للطائفة وعزل القرى وسلسلة اعتقالات وحملة ملاحقات وستثرثر المنظمات ونواطير الإرهاب وستطالب بالوقف الفوري، ولكن البحرين لا تعرف الليونة والتراجع وكل رجل دين يقود إلى التناقض ويفتح مسالك تضر الأمن والاستقرار للتعدي على النظام الدستوري للمملكة سيحاسب ويعاقب. لا سلطة مطلقة لرجل الدين كما تعتقدون ومن يتصور أنه بعيد عن الإجراءات والتدابير الأمنية فهو مخطئ، لأن من يعمل على تفتيت المجتمع وصياغة نظريات طائفية تخريبية وطرح الأكاذيب وتوزيع الكراهية على كل من يستمع إليه فحتما ستطاله يد العدالة.
عندما نتحدث عن المنبر الديني فنحن نتحدث عن تنمية الصدق والإخلاص للوطن والقيم والأخلاق والفضائل، ولا نتحدث عن  التحريض على كراهية النظام الدستوري للمملكة، أي منبر هذا الذي يسمح لك بالتطاول على الوطن بالكيفية التي تريدها، وتصدر البيانات السياسية المحرضة بقصد الإضرار بالسلم الأهلي. بلغة الدين انت الداء ويجب استئصال هذا الداء من جذوره والمنبر الديني بريء منك تماما ومن أمثالك، والإجراءات التي اتخذتها النيابة اجراءات واجبة وأحسنت صنعا بهذه القرارات والإجراءات إذ لابد من التصدي بحزم للأساليب المتخلفة المضرة بالمجتمع وتجنيبه أخطار المنابر العقيمة الملوثة بالأحقاد على البحرين وزفرات الكره.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية