كيف أنت أيها القلب الكوني الهائم في الإنسانية ضميرا؟
 كيف هو قلبك النابض لكل رشفة حب، وسكون قلب، وراحة ضمير، ورفرفة روح؟ كيف أنت أيها المخبأ جمالا في عتمة الإنكار الغائم بين ضحكات قمر يشع توهج ضوء، ورذاذ مطر؟
كيف أنت أيها السابح مع موج الأعاصير قصة طوفان لا يهدأ، وبطولة تسترق صوت الانتصار أهازيج؟
كيف أنت، مآذن لا تتعب من صوت الأذان الجميل، وتسبيحة إنجيل يمنح الرهبان استقرار الذات وهيام الأنا، ترنيمات العذراء وبهاء عيسى.
كيف أنت، وسكر المواقف يرش على جروح التاريخ حكاية قلاع لا تمل من صبر الرياح العاتية، راية كبرياء تلوح على بوابة دلمون، تمنح الأمل، وتزرع الفرح براءة أطفال يستشرفون الحياة لعبة قدر مع صوت حوافر الزمن صهيل فرسان نذروا أرواحهم على الحدود فداء لله والوطن والملك.
أيها الملك، قراره رايات، وابتسامة وغى، وفي محراب الإنسانية دفقات فؤاد، وهمهمات ليل، وأيد بيضاء حانية، هي المشرفية تلوح لك خوض غمار، واقتحام صروح، وتذليل جبال.
قامتك سماء، وقلبك حديقة، وفكرك فضاء، وعينك أفق، وروحك جمال، ورجلك تنتعل الكون مسارات وكواكب وخرائط.
(وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام)، هذا أنت زراعة أرض بكل بلد، حضارة شعب، وتوهج قائد لتبقى البحرين تاريخ فاتح، وتاج كابر عن كابر، وإنجاز زاهر، حوار حضارات واشتعال ثقافات، وضياء أديان.
 من أنت أيها الفارس الذي كلما أغلقت أبواب مد جسورا تقتلع أحزانا، وتشك سرورا على قماش الحياة.
 من أنت؟
أنت الحكمة والسكينة والحب والجمال والإنسان..
من أنت؟
حمد بن عيسى، سلام حب، رعشة قلب، وشموخ ضمير، تاريخ حياة وحياة تاريخ، حاضر أمة لأمة حاضرة.
سلمت قائدا فارسا وأبًا حانيا أيها العاشق المعشوق، نبض حياة، وقلب محبة، قصة ستبقى تروى للأجيال شموخ عز، عشت وتدا وراية عز تحرض أفئدة وضمائر، تستنهض كونا: قف على ناصية الحلم وقاتل.