العدد 2111
السبت 26 يوليو 2014
banner
الرد الصلب زينب الدرازي
زينب الدرازي
السبت 26 يوليو 2014



هل ستكون حماس قادرة على قيادة انتفاضة ثالثة، كان هذا هو السؤال الذي أطرحه ويطرحه الكثير من المحللين السياسيين، وجاء هذا التساؤل لتعاظم العنف الصهيوني واستفزازه للعالم أجمع بضربه لكل القيم الإنسانية من خلال الزج اليومي بالفلسطينيين في السجون ومحاولة اغتيال المعتقلين المضربين عن الطعام من خلال إجبارهم على وقف الإضراب، واستخدام كل انواع العنف والتعذيب وغيره من الأدوار التي تعتبر في مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مستغلين التفكك والضعف العربي الشعبي والحكومي، والحصار القاتل على غزة. والذي انعكس بشكل سلبي وقاتل على الوضع الفلسطيني. كل الظروف والأوضاع في فلسطين تشي بعمق الأزمة خصوصا بعد سقوط السلطة الفلسطينية في أحضان العدو الصهيوني والتعامي عن كل انحرافاته وتماديه في غيه حتى أصبح الجميع يتساءل عن قدرة حماس على قيادة الانتفاضة الثالثة التي كانت تلوح في الأفق. ولكن حماس والمقاومة الفلسطينية فاجأت العالم العربي وحكوماته قبل الصهاينة انفسهم بصمودها في وجه العدوان الصهيوني بعد بدء حربه الغاشمة على غزة. لقد دخلت المقاومة مرحلة جديدة من حيث تطور أساليب القتال والمقاومة. فبينما كان الهدف الصهيوني من غزوه وضع الرصاصة الأخيرة في جثة حماس، ولسخرية القدر يبدوا ان حماس هي من وضع الرصاصة الأخيرة لحياة نتنياهو السياسية. لقد قلبت المقاومة كل المعادلات وخرجت كالعنقاء من الرماد مصرة على استمرار المقاومة ومجابهة ثامن اقوى دولة عسكرية على مستوى العالم. لقد أثبتت حماس والمقاومة المسلحة أن ردها على الغزو الصهيوني رد صلب لا يمكن كسره أو هزيمته. لم تتوقع الحكومة الصهيونية أن تصل صواريخ المقاومة إلى قلب اسرائيل وأن تصفر صفارات الإنذار دون توقف فتخلق الهلع والخوف في ارجاء فلسطين المغتصبة وأن يعيش الصهاينة في حالة من الفزع والخوف الذي كانوا هم خالقيه لدى الشعب الفلسطيني منذ اكثر من نصف قرن. وصلت الصواريخ الفلسطينية إلى المدن الصناعية لتشل الاقتصاد الصهيوني ولم تستطع القبة الحديدية الاسطورة صد سوى 20 % من الصواريخ، مما جعل اميركا تهرع لتمويل تطوير القبة الحديدية مما يؤكد فشلها في صد صواريخ المقاومة.
المعركة اليوم هي معركة عض الأصابع، لقد استهدف الصهاينة المدنيين خصوصا الأطفال والنساء لتكبيد الفلسطيني أكبر ضرر في الجبهة الداخلية على اساس ان حماس هي من سيتحمل ذنب الخسائر الكبيرة في الارواح، وإجبارها على القبول بالهدنة بشروط مذلة تؤدي إلى سحب سلاح المقاومة بالكامل، إلا ان المقاومة اذهلت الجميع بتنوع السلاح من الصواريخ إلى طائرات الاستطلاع والأنفاق التي خلقت رعبا للصهاينة حيث لا تعلم من اين ستخرج المقاومة لتضرب، مما ارغم الكنيست الصهيوني على الاجتماع والقبول بالمر وهو بدء الحرب البرية لتفجير الأنفاق. كانوا يعتقدون أنها مهمة لن تتطلب يوما أو يومين وهاهم اليوم يتجاوزون الأسبوعين دون انتصار يذكر، بل انتصارات مستمرة للمقاومة رغم المجازر الصهيونية والخسائر في الأرواح التي بلغت 654 شهيدا و4200 جريح. لقد أعلن الفلسطينيون في غزة إما الموت أو الكرامة، والموت السريع افضل من الموت البطيء الذي يعيشونه في ظل الحصار العربي المعيب والمهين. ان المقاومة الفلسطينية لا تخسر في مقاومتها اليوم إلا قيود الذل التي فرضها الحصار العربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية