العدد 1389
الجمعة 03 أغسطس 2012
banner
البحرين وطن يجمعنا سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 03 أغسطس 2012

أسعدني التقرير المنشور عبر موقع “العربية نت”، بالمبادرة التي أتت تحت عنوان: (البحرين وطن يجمعنا) وذلك بتبادل زيارات بين مواطنين سنة وشيعة في رمضان، بهدف ردم الجراح التي تسبب فيها مخربون تسللوا داخل المجتمع البحريني الواحد لبث الفرقة، ونشر الطائفية التي أبعد ما يكون عنها. وبحكم معرفتي بمكونات الشعب البحريني فلو قيل لي قبل أحداث 14 فبراير التي آلمت البحرين والخليج العربي برمته: “أن الطائفية ستنخُر المنطقة” فإن ردي سيكون: “إلا البحرين” لأن ثقافة المجتمع والتعددية التي يتكون منها ويتعايش معها دون تفرقة، بعيدة جدا عن سوسة الطائفية، التي لا تنخُر إلا في المجتمعات ذات المستوى الثقافي المحدود، وهذا ما لا يوجد في البحرين، إذ أن مستوى الثقافة المرتفع لا تجده لدى النخب الفكرية أو الأوساط الأكاديمية فحسب، بل إن حتى سائق سيارة الأجرة أو العامل أو بائع الخضار البحريني والبسيط في تعليمه، ستلحظ لديه وعي كبير ودرجة عالية من الثقافة، ولا أبالغ إن قلت أن الشعب البحريني متقدم عن غيره في كافة المجالات، ويكفي الإشارة إلى أن تعليم المرأة بدأ في عام 1920م، أي أنه قبل بقية دول المنطقة بعقود!
من هنا، وبعد قراءتي لذلك التقرير، فإنني على ثقة بأن الجرح البحريني في طريقه إلى الإلتئام، حتى وإن كان هناك من لا زال يسعى إلى التحريض وتكبيل النفوس بالكره وضخها بالانتقام، كما أرى يوميا عبر “تويتر” من تغريدات تحريضية تطرحها جمعية الوفاق وأتباعها، إلا أن الوعي الشعبي لا بد أن يتفوق ويدحر كل من في نفسه مرض ويريد أن تبتلى به البحرين وجيرانها!
إن هذه الجهات المشبوهة لن تهدأ وترتاح إلا بشق صفوف المجتمعات الخليجية، وبما أن اللعبة “طائفية” فقد ضخت جنودها لتكون البداية من البحرين، ومنها تتمكن من الوقوف على جسور العبور إلى بقية دول المنطقة، لذا فإن الأمانة الوطنية مضاعفة في أعناق البحرينيين، فمنهم تُغلق على الطائفيين كافة منافذ وجسور العبور نحو الأهداف الدنيئة والتخريبية، التي تجرّعنا مرارتها في العام الماضي، ولا نريدها أن تتكرر وتُعكر صفو أجواء الحب والتعايش بين أبناء الوطن الواحد.
الشعب البحريني لديه من الوعي الكثير، وهو يدرك جيدا ما يحاك ضده وضد وطنه، لذا أنا على ثقة بأن تجاوز المرحلة العصيبة أوشك، وأن القادم من البحرين وشعبها المشهور بكل الصفات الجميلة وعلى رأسها “الطيبة” سيكون القادم منهم باتجاه البناء والنهوض والرفعة. وها هي أبواب الألفة تتزين مجددا في الشوارع البحرينية وترفع شعار المحبة والاحترام المتبادل، الذي تميز به أهلها، فمن كان يسمع أو يقرأ في البحرين كلمة (شيعي) أو (سني) فهذا لم يكن متاحا ولا معروفا بين الإخوة، لكننا للأسف بدأنا نلاحظ هذه الكلمات بعد تلك الأحداث المظلمة، لذا تعتقد تلك الجهات –المُفسدة- أنها نجحت، فتعمل على إشعال الفتيل كلما بدأت النفوس تهدأ، وهؤلاء ليس لهم سوى كلمة (لا) لتعيش البحرين كما كانت وأجمل.. وكل عام ورمضان يجمعنا على المحبة والغفران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية