العدد 2878
الأربعاء 31 أغسطس 2016
banner
الأمن واحد عندهم وعندنا أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 31 أغسطس 2016

قبل فترة اعتقلت الشرطة البريطانية أعداداً من المواطنين البريطانيين بحجة التحقيق معهم لوجود اشتباه في علاقتهم بمتطرفين، وقبل أسابيع شحن البوليس البلجيكي مئات المواطنين بتهمة علاقتهم بمشتبهين في الأحداث الأخيرة في باريس وبروكسل بينما تحتجز الشرطة الأميركية أعداداً من المشتبهين في أي وقت ومن دون تقديمهم للمحاكمة، أما في عواصم أوروبا الشرقية السابقة مثل براغ وبودابست وغيرها فحدث ولا حرج عن ما يفعله البوليس هناك من غير حتى عودة للمحاكم، مع كل هذا هل سمعتم أو قرأتم أو تناهى لكم تحرك أو احتجاج أو قلق من الأمين العام للأمم المتحدة الذي هو نفسه مثير للقلق؟ هل تحرك من يسمى بالمفوض الدمر غير السامي واستنكر تلك المظاهر التي تجري في هذه الدول مثلما يتسلط على البحرين بمناسبة وغير مناسبة، بل للأسف وضع نفسه محل شبهة واضحة حينما تعمد استخدام ما يسميه بالقلق على مجموعة مخربة تقوم بالحرق والتفجير بل واغتيال رجال الشرطة في الوقت الذي يخرس لسانه عن ذكر ما يجري في العواصم الغربية من إذلال للمواطنين لمجرد الاشتباه بهم كما هو الحال في بروكسل التي تعتقل وتصادر وتحتجز بل وتسجن مئات المشتبهين ولا صوت يعلو هناك على صوت أمن الوطن.
هذا هو صوت الأمن الذي نطالب ونشدد على ضرورة القيام به وتنفيذ القانون بلا هوادة من غير أن نلتفت لمفوض دمر أو أمين عام أممي دمية، لسانه لا يطال إلا البحرين ودول التعاون، هؤلاء لا يجب أن نلتفت لهم أو نعيرهم أية أهمية لأنهم مجرد أدوات تستخدمهم العواصم الغربية للضغط على الدول التي لا تسير في فلك الغرب، وها هي تركيا التي كانت محسوبة على منظومة الأطلسي بشكل أو بآخر تضرب عرض الحائط كل الدول الغربية وتضع أمنها الوطني فوق كل اعتبار لتعتقل مئات الآلاف لمجرد الاشتباه ولا تلتفت لأي من تلك الأصوات والاستنكارات التي جرت ليوم أو يومين ثم خرست فيما استمرت أنقرة في إجراءاتها الأمنية من غير هوادة لحفظ استقرارها، من هنا على الدولة عندنا أن تدرك أن أصوات هؤلاء المفوضين الحاقدين والمرتشين والمتعاطفين مع الخارجين على القانون يجب ألا تخيفنا أو تقلقنا لأنهم مجرد أدوات تحركهم العواصم الغربية التي تفعل ما تشاء من أجل أمنها من دون اعتبار لأصوات خارجية، فالأمن فوق كل اعتبار هذا ما نراه كل يوم في عواصم العالم وبالتالي لا معنى على الإطلاق لما نراه أو نسمعه من هؤلاء القلقين على حقوق الزفت.
اليوم هناك حقيقة واحدة يعترف بها العالم وهي القوة والثقة والقدرة على حماية أمنك واستقرارك وكل دولة ترى نفسها مسؤولة عن شعبها وأمن مواطنيها ولها الحق في اتخاذ أية إجراءات بصرف النظر عن رأي الدول الأخرى والمنظمات المشبوهة التابعة لها وهذا ما نراه واضحاً حينما تعتقل وتستجوب الشرطة البريطانية والفرنسية والبلجيكية والأميركية المواطنين بحجة الاشتباه بهم بينما هنا في البحرين الشرطة لا تتعامل مع مجرد مشتبهين بل متهمين ومجرمين وخارجين على القانون ورغم ذلك نرى “غير الأمين على الأمم المتحدة” قلقا على هؤلاء الإرهابيين، أليست مفارقة وفي ذات الوقت مسخرة. باختصار علينا حماية أمننا واستقرارنا مثلما تفعل تلك الدول وإن نَبَس أحد هناك بحرف نذكره بما يفعلوه بمواطنيهم، فقط علينا أن نقوي جهاز إعلامنا النائم حتى الآن ومنذ سنوات لم يفق للأسف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .