العدد 2672
الأحد 07 فبراير 2016
banner
السخط وتوظيفه ضد الدول والشعوب أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 07 فبراير 2016

كيف لنا أن نحمي بلادنا من الأخطار وهناك فئة لا تثق بالدولة ولا مؤسساتها؟
كيف نعبر بالوطن للاستقرار وهناك بعض وزرائنا غير مقتنعين بأن البحرين مازالت مستهدفة ومعرضة للإرهاب والمؤامرات في الداخل والخارج والدليل أن عملهم لا يثبت حتى الآن أن البحرين مرت بمحنة غير مسبوقة وخرجنا منها غير مصدقين بأن الله أنقذها ثم الشرفاء؟
كيف نجعل المواطن يصدق بأننا في وقت عصيب مالياً ونطلب منه الوقوف معنا وهناك بعض مظاهر الإسراف في العديد من المرافق غير الحيوية؟ هذه الفقرة بالضبط التي يتم استغلالها لإثارة السخط على الدولة. كيف يجري التوظيف؟
أخشى ما أخشاه اليوم وهذه رسالة تنبيه للدولة أن تبدأ رصد حركة الإعلام الإرهابي في الداخل والخارج وهو يستثمر بدايات السخط في الداخل ويوظفها منذ الآن لرفع سقف العداء للدولة مستثمراً هذا السخط من خلال القنوات التي يجري فيها النفخ في القضايا والمواضيع المحلية، يومياً يجري ضخ السموم في هذه المواضيع وتوسيع السخط اعلامياً على الدولة بينما اعلام الدولة نائم والدنيا بصرة كما يقولون، فهناك صحافة وقنوات داخلية ومحلية ترفع السخط على مجلس النواب والشورى اللذين أعطيا بأدائهما فرصة لإثارة هذا السخط، وهناك نفخ يومي في الوضع المالي وتصوير البحرين وكأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تعاني من هذه الضائقة المالية، وهناك نفخ يومي من هذه الوسائل والأجهزة في تصوير البحرين بأنها على وشك الافلاس وللأسف ساهم في هذه الحملة العدائية الخارجية بعض كتابنا ووسائل الإعلام المحلية وتصريحات بعض المسؤولين والنواب والشورى بأنفسهم، كانت تصريحاتهم هذه مادة خصبة استفادت منها تلك القوى الخارجية في تصوير البحرين وهي على وشك الافلاس والسقوط بل وذهبت بعض الادوات المعادية الى تحريض الطابور الخامس في الداخل لأن يهيئ نفسه للأيام القادمة.
إن توظيف السخط صناعة غربية تستغلها الأدوات المعادية في الداخل وهي سياسة ليست مقتصرة اليوم على البحرين بل تتعرض لها دول المنطقة، إلا أن البحرين نالها القسط الأكبر من توظيف السخط حيث هناك كتاب محسوبون بأنهم مواطنون بحرينيون يضخون يومياً السخط على الدولة متعمدين ذلك وهناك غيرهم يفعلون ذات الشيء عن غير عمد، متجاهلين أن اثارة هذا السخط على الدولة تصب في توسيع الفجوة بين المواطن والدولة، ثم ينفخ في هذه الفجوة بالقنوات المختلفة لتوسيعها حتى تتحول الى مادة لإشعال الثورات الدموية مثلما حدث في الأعوام الأخيرة ودفعت ثمنها الدول والشعوب، إن لعبة السخط التي يستثمرها اليوم الإعلام المعادي لنا، المنتشر في لندن وبرلين وبيروت وبغداد تأخذها للأسف الشديد قنوات اعلامية غربية اخرى مثل البي بي سي والسي ان ان وغيرها لتضخ فيها مرة أخرى، بشكل سياسي هذه المرة، وقوداً لتحريض الشباب على الثورة ضد انظمتهم ولتصب تلك الثورات اللعينة في تغيير الخرائط ضمن لعبة المصالح الدولية ومن المؤسف ان الكثير منا انجر بوعي أو بدون وعي لهذه اللعبة التي توظف السخط اليومي على الدول، لتتحول مادة دسمة في تغذية الثورات القادمة ومن هنا وجب الانتباه وأخذ الحيطة تجاه من يوظف السخط على الدول بشكل ممنهج ومدروس، ولا ننسى اليوم ونحن أمام الأزمة المالية في المنطقة ان هناك مادة دسمة متوفرة في هذه الأزمة لتوظيفها في توسيع رقعة السخط بجر المواطن نحو الغضب على الدول وبالتالي حشد هذا الغضب لحين دق الساعة لتدمير الدولة والوطن كما حدث للاسف في الدول التي غُيبت شعوبها وخُدعت وانجرت وراء التخريب فسقطت الدول والشعوب معاً لتكسب في النهاية القوى الشيطانية في العالم.
من هنا وجب مراقبة السخط ومراقبة كيف يدار ويوظف، وعلى الدولة والمسؤولين فيها وكذلك على المواطنين الانتباه لما يحاك حولهم والله الحافظ ولكن مع الانتباه لأنفسنا أولاً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية