+A
A-

علامات الاستفهام تحيط بذهبية ميسي

(أ.ف.ب): كان تشافي هرنانديز واندريس انييستا المتوجين باللقب العالمي مرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم عام 2010، لكن زميلهما في برشلونة الاسباني الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي راوغ الجميع ببراعة وتوج بالجائزة التي استلم الاتحاد الدولي للعبة شرف منحها بعد دمجها مع جائزة الكرة الذهبية التي كانت تقدمها المجلة الفرنسية “فرانس فوتبول”.
ويطرح تتويج الفيفا لميسي تساؤلات كثيرة ابرزها كيف يتم تتويج لاعب بجائزة افضل لاعب في العالم بعد فشله الذريع مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم الاخيرة في جنوب افريقيا والتي ابدع فيها الاسبانيان تشافي وانييستا وساهما بتتويج منتخب بلادهما باللقب العالمي الاول في التاريخ. ويبدو ان السبب الاساسي هو تغيير معايير منح هذه الجائزة الشرفية بعد دمج جائزة الكرة الذهبية التي كانت تقدمها المجلة الفرنسية وجائزة أفضل لاعب في العالم التي كان يقدمها الاتحاد الدولي. فالنسبة للاولى التي انطلقت عام 1956 وكان الانكليزي ستانلي ماثيوز اول الفائزين بها، كان التصويت يقتصر على الصحافيين فقط، لكن بعد دمجها مع جائزة الفيفا اضيف مدربو وقادة المنتخبات الـ 208 المنضويين تحت لواء الاتحاد الدولي.
لكن وعلى الرغم من تغيير هذه المعايير فان الاختيار فاجأ الجميع حتى داخل برشلونة الذي كان ثلاثيه ضمن اللائحة النهائية المرشحة لنيل الجائزة. وقال مدرب برشلونة جوزيب غوارديولا مؤخرا “ليو (ميسي) هو الافضل، لكن تشافي واندريس (انييستا) يستحقان الجائزة”.
وبعد الاختياره المثير للجدل لروسيا وقطر لاستضافة نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022 على التوالي، فان الاتحاد الدولي يواجه خطر انتقادات جديدة بخصوص اختيار افضل لاعب لعام 2010.
فتفاصيل التصويت توضح الجدل كثيرا. ميسي تفوق بكثير على زميليه بحصوله على 65ر22 بالمئة من الاصوات مقابل 36ر17 لانييستا و48ر16 لتشافي، لكنه لم يحصل سوى على المركز الرابع من قبل الصحافيين.
ولو تم اعتماد الصيغة السابقة لاختيار افضل لاعب لكان الهولندي ويلسي سنايدر هو “العريس العالمي” بفضل تتويجه مع فريقه انتر ميلان بثلاثية تاريخية (الدوري والكأس المحليان ومسابقة دوري ابطال اوروبا) وبلوغه المباراة النهائية للمونديال مع منتخب بلاده.
ويتضح بالتالي بان المصوتين الجدد (مدربو وقادة المنتخبات الـ 208 التابعة للاتحاد الدولي) هم الذين صنعوا الفارق في التصويت هذا العام، وبالتالي فهم تسببوا في مشكلة كبيرة لانه اذا كانت عروض ميسي مع برشلونة رائعة فان الامر ليس كذلك مع منتخب بلاده خصوصا في عام تضمن نهائيات كأس العالم التي تكون دائما الحكم الفاصل بالنسبة للكرة الذهبية. واكدت وسائل الاعلام الاسبانية الصادرة امس الثلاثاء ان كرة القدم الاسبانية كانت الخاسر الاكبر في حفل الاتحاد الدولي يوم الاثنين في زيوريخ بعدما توج ميسي بالكرة الذهبية على حساب انييستا وتشافي، والبرتغالي جوزيه مورينيو بجائزة افضل مدرب على حساب مدربي اسبانيا فينستي دل بوسكي وفريق برشلونة جوزيب غوارديولا. وعنونت صحيفة “آس” مقالها بـ “الذهب لميسي وخيبة الامل لاسبانيا”، مضيفة “اسبانيا غاضبة”.
وتابعت “ميسي ومو (مورينيو) حرما ابطال لا روخا من الكرة الذهبية”، مشيرة الى ان “اهمية المونديال هذه المرة كانت أقل بما ان تشافي وانييستا لم ينالا الجائزة، بل ميسي كان صاحبها”.
وعنونت “ماركا” مقالها “سقطة من ذهب” مشيرة الى ان الاتحاد الدولي هو المسؤول الرئيسي عن خيبة الامل الاسبانية. وقالت “الفيفا يحتقر ابطال العالم ويترك تشافي وانييستا بدون جوائز”.
وعنونت صحيفة “ال موندو” مقالها بـ “الذهب لميسي والفحم لاسبانيا” في اشارة الى الفحم الذي يقدم بدلا من اللعب الى الاطفال الاشقياء في اعياد الميلاد بحسب مثل محلي.