العدد 5948
الأحد 26 يناير 2025
عُنف الأزواج إلى أين..؟
الخميس 07 سبتمبر 2023

في الآونة الأخيرة زادت بشكل كبير ممارسة العنف بين الأزواج التي هزت مجتمعاتنا حتى أصبحت ظاهرة تستحق الدراسة والوقوف عندها، مع العلم أن الظاهرة ليست حكرا على بلد عربي معين، فالمتابع والمطلع على الأخبار الإجتماعية، واخبار المحاكم في بلادنا الخليجية والعربية على وجه الخصوص يجد الكم الهائل من الأخبار المؤلمة والمؤسفة التي يشيب لها الولدان، أكدت بأننا في حاجة ضرورية لوقف هذا العبث بالمجتمع وبالأسرة وبالأطفال الذين يعيشون حالات العنف في بيوتهم بسبب الأم والأب الذين لم يراعوا أدب الحياة الزوجية ولا مصير ابنائهم.!.
في اعتقادي الشخصي ومما أطلع عليه من قضايا أسرية عبر مهنة المحاماة أن غياب اهتمام الكبار في المجتمع قد أدى لهذا السلوك المشين المتمثل في ضرب الزوج لزوجته أو العكس، بل هناك الكثير من قضايا الأزواج سببها (الكبار) من الجانبين، قديما كانت الأسر الكبيرة من أهل الزوج أو الزوجة تلعب الدور الكبير في المساندة النفسية والاجتماعية للأسرة الصغيرة و للمتزوجين حديثا، و كانت الأسر الممتدة تعيش في استقرار وأمان نفسي واجتماعي، ولا تعتري الأسر الصغيرة أي معوقات، ويشعر المتزوجان بالأمان العاطفي والارتياح مع بقية أفراد الأسرة الكبيرة، وتقوى علاقتهما بالمؤسسة الزوجية ضمن الأسرة الكبيرة، وقلما تحدث أي خلافات تذكر.
في الوقت الراهن ومع المتغيرات الكثيرة في حياتنا تبدل الحال إلى أن وصلنا مرحلة الكُل منا مشغول بنفسه صغارا وكبارا، فغابت القدوة الحسنى التي كانت هي صمام الأمان في مجتمعاتنا، وبالتالي تأثرت حياة الأزواج حديثي التجربة فاصبحت الأسرة الصغيرة كالسفينة الصغيرة في وسط البحر تتقاذفها الأمواج العالية المتلاطمة من مكان لآخر وتهددها بالغرق، أسر صغيرة تعيش في اشكالات تكبر يوما بعد آخر، وغدت المؤسسة الزوجية الجديدة في حاجة للدعم النفسي والمعنوي والتشجيع على تجاوز كافة الإشكالات التي تحدث لهم، كما هي طبيعة الحياة التي لا تخلو من الخلافات، لكن للأسف أحيانا تحدث  الخلافات بين الزوجين بسبب تدخلات طرف ثالث ربما يكون والدي الزوج، أو والدي الزوجة الأمر الذي يفاقم المشاكل بين الزوجين، لقلة خبرة آباء وأمهات هذا الجيل في حل مشاكل أبنائهم الزوجية.
نعم في البحرين لدينا العديد من الجهات تعمل في مجال (التوفيق الأسري) وتقدم خدماتها لهذه الفئة من المتزوجين، لكن اعتقد ان هذه القضية أصبحت تكبر وتحتاج وقفة جماعية تضامنية حتى لا تتفاقم هذه المشكلة المدمرة للمجتمع، ومن هناد أدعو كل الجهات ذات الصلة الرسمية والأهلية والجمعيات المتخصصة في الشأن الأسري والمجتمعي في البحرين ودول الخليج بمشاركة أعضاء المؤسسات التشريعية بأن يتنادوا لعقد مؤتمر كبير، تكون توصياته مُلزمة للجميع، فإن حادثة القتل التي حدثت مؤخرا مؤشر في غاية الأهمية لحاجتنا لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية