أكدت الإعلامية و الكاتبة البحرينية الدكتورة لولوة بودلامة أن مهمة الترويج لمملكة البحرين هي مسؤولية متكاملة بين جميع الجهات و المواطنين و ليس على الإعلام البحريني بفرده ، متحدثة عن بعض الإشكاليات و العوائق المؤثرة على الإعلام البحريني ، و أوضحت في اللقاء عن تجربتها المميزة في تقديم برنامج "مجتمع واعي" و الأثر الذي تركه في نفسها ، معربة عن فخرها و اعتزازها لخوض هذه التجربة و خصوصاً بعدما أطلّ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال هذا البرنامج عبر الإتصال المرئي ، و فيما يلي تفاصيل الحوار:
• لماذا لا تستغل مملكة البحرين الإعلام بجميع زواياه لإشهار نفسها في العالم اجمع من المشرق الى المغرب ؟ و خصوصا ان هناك الكثير من البلدان ليس لديهم فكرة عن مملكة البحرين ؟
أرى بأن الإعلام في مملكة البحرين لم يقصر فهو يقوم بالدور الذي عليه، فنحن لانستطيع لوم الإعلام البحريني بأكمله ونقول بأنه أخفق في التسويق ، فالإعلام مهمته الترويج للحدث فمتى ماوجد الحدث وجد الإعلام ، والإعلام البحريني أبوابه مفتوحه على مصراعيها لكل منجز ، ويقوم دوماً بإبراز أي منجز جديد يحدث، ولكن الترويج في مملكة البحرين هو مهمة كل فرد على هذه الأرض ، فالإعلام أصبح حر وبإمكان الفرد أن يكون له دور في القيام بالترويج عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي و هذا ابسط شيء ممكن ان يقدمه الفرد تجاه وطنه ، فإنني ارى ان مملكة البحرين معروفة على مستوى العالم بكثير من الامور و حصدت على العديد من الجوائز على مستوى المؤسسات أو مستوى الافراد ، ففي النتيجة هذه المسؤولية متكاملة على جميع الجهات و ليس على الاعلام بفرده .
• ما الذي ممكن ان يضاف للإعلام البحريني لكي يصبح بمستوى و تميز الدول المتطورة إعلامياً ؟
بالطبع الإعلام شأنه شأن باقي الحقول يحتاج إلى تطوير مستمر وميزانيات ضخمه ومعدات حديثة وإنتاج مستمر , وهذا الإنتاج يحتاج إلى كم هائل من الموارد المالية والطاقات البشرية وأيضا يحتاج إلى المواكبة بإستمرار و إلى الإيمان بإعلام مملكة البحرين ، فقد أصبحت المنافسة شديدة خصوصا مع ظهور الإعلام الالكتروني الجاذب و تواجد العديد من القنوات الإعلامية.
• أخبرينا عن تجربتك في تقديم برنامج ( مجتمع واعي ) الذي عرض على تلفزيون البحرين , و ماذا اضافت لك هذه التجربة ؟
اتخذت هذا البرنامج كمبادرة وعمل وطني لا يشبه أي عمل آخر لأنه عرض في ظل فترة جائحة كوفيد – 19 وسط ظروف غير اعتيادية، فرغبت بتقديمه كوني مواطنة تريد أن تقدم رسائل توعوية للشعب البحريني في ظل هذه الأزمة ، فكان الدافع الوطني هو السبب الاساسي الذي دفعنا لتقديم هذا البرنامج انا و زملائي ، فكنا نتواجد بشكل يومي بدون أي إنقطاع و نقوم بتقديم البرنامج لمدة ساعتين لكي نطمئن المجتمع و نوعيه و نخبره عن أحدث التطورات ، فكانت تجربتي في تقديمه من ضمن التجارب التي علمتني بشكل فعلي معنى الإعلام الوطني ، وأكثر مايميز هذا البرنامج هو الإتصال المرئي من قبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي قد اختار هذا البرنامج بالتحديد لكي يطل من خلاله على ابنائه و شعبه الكريم و يقدم لهم كلمته السامية وكان هذا بالنسبة لي أكبر تشريف و لو ستقف مسيرتي الإعلامية عند هذا اليوم الذي تشرفت فيه بإطلالة صاحب الجلالة سأشعر بأنني أديت مهمتي على أكمل وجه.
• حدثينا عن شعورك عندما حصلت على دكتوراه في مجال إدارة الإبتكار عام 2019 و كنتي أول خليجية تحصل على شهادة الدكتوراه في هذا المجال الرائد ، و لماذا اخترتي هذا المجال بالتحديد دوناً عن باقي المجالات ؟
كانت تجربتي جداً جميلة أثناء فترة دراستي للدكتوراه و كنت أشعر بأن يجب أن يكون هناك إسهام مغاير على المدى البعيد ، و كنت حريصة دائماً على ان أي علم انتفع به ان اقوم بتوظيفه في مملكة البحرين ، وقد اخترت دراسة هذا المجال بالتحديد لأن لفتت نظري مفردة ( الإبتكار) في عدد من المواقف ومنها رؤية البحرين 2030 التي ذكرت الإعتماد على الإبتكار ، وبما أن هذا التخصص جديد فكنت أطمح من بداية دخولي الى الجامعة أن أكون أول امرأة بحرينية على مستوى الشرق الأوسط تحصل على هذه الشهادة , ولله الحمد فقد جاهدت واجتهدت لتحقيق هذا الهدف وقمت بتوظيفه توظيفا أمثل في حياتي وايضا في مجال الدراسة ، وأعتز بأنني أحد أعضاء فريق الإبتكار الحكومي.
• لقد حصلتي على تكريم من قبل الجامعة الخليجية تقديرا لجهودك الاستثنائية في مقرر الابتكار ، فهل يمكنك ان تحدثينا اكثر عن تجربتك في تدريس هذا المقرر ؟ و ما هو سر تميزك فيه ؟
تعد تجربتي في الجامعة الخليجية تجربة مغايرة و مميزة , فأنا في البداية كنت معيدة في الجامعة الاهلية عام 2007 و مارست مهنة التدريس ، و لكن تجربتي مع الجامعة الخليجية كانت مختلفة و مميزة لانني قمت بتدريس الطلاب عن بعد نظراً لجائحة كورونا ، كان بالنسبة لي تحدي عندما طلبت مني الجامعة ان اقوم بتدريس مقرر ( الابتكار و ريادة الاعمال ) ، فمن بداية الامر قمت بوضع عدة اهداف لي و من ضمنهم هو استخدام اساليب مبتكرة وغير تقليدية في التدريس ، و كان دافعي في استخدام فلسفة مغايرة في التدريس هو تجربة اولادي في التعلم عن بعد ، فأنا قبل ان اكون معلمة انا ولية امر و و اعرف ما هي الصعاب التي يواجهونها الشباب في نظام التعليم و اين الخلل ، فقررت ان استخدم تلك الاجهزة الجامدة و أحولها الى عالم من الحيوية و التفاعل و ابتعدت كل البعد عن العمل التنظيري و اعتمدت على العمل التطبيقي , فكانوا الطلاب يحضرون المحاضرة و هم بقمة الفرح و التفاعل ، و كنت استخدم الادوات التي يحبذها الطالب كعرض الفيديوهات و غيرها و من ثم نقوم بتحليلها ، و طلبت من الجامعة إلغاء الامتحانات النظرية في هذا المقرر و استبدالها بتطبيقات عملية ، فأنا اريد ان اساهم في تكوين شخصية الطالب , و يهمني ان يكون المقرر مفوم لديهم لكي يستطيعوا تطبيقه في حياتهم ، فأشكر الجامعة انها اتاحت لي هذه الفرصة و آمنت بي و كذلك الشكر الأعظم للطلبة الذين كانوا يقدمون أفضل ما لديهم لتأدية تلك التطبيقات بكل استمتاع و رحابة صدر.
• هل تحبذي أولادك في المستقبل ان يتجهوا الى المجال الإعلامي ؟
أنا أحبذ كل فرد أن يكون فيه جزء إعلامي وخصوصاً أن من المهارات المطلوبة في الحياة وسوق العمل هي مهارات العرض ، فكيف يمكنك ان تعرض أفكارك و كيف يمكنك التحدث مع الآخرين ، وهذا كله جزء نتعلمه في الإعلام ، فأنا أتمنى أن يكون لدى أولادي القدرة على الخطابة وعرض أفكارهم بطريقة جاذبة والقدرة على التأثير في الرأي العام ، فسوف أكون من أوائل الداعمين لهم سواء اختاروا هذا المجال أو أي مجال آخر بشرط أن يكون موجه لخدمة الوطن.
• برأيك هل شهادات الدراسات العليا تكفي لكي يصبح الإعلامي مؤهل ليقود حالة اعلامية مميزة ؟
بكل أمانة لا يوجد هناك علاقة مطلقاً بين الدرجة العلمية و الثقافة ، فهناك الكثير من الاشخاص العاديين الذين لا يمتلكون شهادات علمية و لكن لديهم ثقافة عالية ، فأنا بالطبع لا أقلل من قيمة الشهادات العلمية و بالتأكيد الشهادة و التفكير العلمي المرتب و المنظم يخلق شخصية مغايرة لدى الفرد ، ولكن يجب على الانسان ان يكون مدركاً بأنه مهما بلغ من الشهادات و الدرجات العلمية فهو ما زال يحتاج الى ان يثقف نفسه في مختلف الامور لان الشهادة العلمية تؤخذ بتخصص واحد ، و لذلك لا أرى اي علاقة مباشرة بين الدرجة العلمية و الثقافة ، فالثقافة حصراً هي المطلوبة في العمل الإعلامي ، فعلى سبيل المثال الاعلامي كل يوم سوف يستضيف ضيف ، و هذا الضيف سوف يأتي من مختلف الحقول و التخصصات ، فيجب على المذيع ان يتمع بثقافة عالية بحيث يستطيع ان يحاور هذا الضيف ، و كل من يطمح بالدخول الى مهنة الإعلام يجب عليه ان يقوم بتنمية ثقافته العامة بإستمرار.
• هل ممكن أن نراك في مشروع تأليف كتاب جديد ؟
نعم ، فأنا بصدر تأليف كتابين جديدين أحدهم موجه للشباب وهو خاص بالإتيكيت وبالمفردات المستخدمة في الردود ، أما بالنسبة للكتاب الثاني فهو خاص بتحليل خطابات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الخاصة بالنهج الوطني.
• أي عمل من أعمالك كان هو الأقرب الى قلبك ؟
بكل أمانه أقرب الأمور إلى قلبي هو أي عمل أقوم به ويترك أثر في نفوس الآخرين ، فعلى سبيل المثال تقديم البرامج التلفزيونية أو الاذاعية اذا رأيت بأنها ستنعكس بشكل إيجابي على شخصية المشاهد أو المستمع فسأستمر فيه ، و كذلك تأليف الكتب وكتابة الأبحاث التي أعدها اذا رأيت أن لها تأثير في حياة الآخرين فسوف أستمر في هذا العطاء ، كما ان التدريب يعتبر من ضمن الأعمال الأحب الى قلبي لأنه يجعلني قريبة من الشباب وعلى مسافة خطوة واحدة منهم ، فعندما ألامس تأثيري الايجابي عليهم و أراهم شباب ناجحين و منطلقين في حياتهم ففي هذه اللحظة أشعر بأنني أديت رسالتي على أكمل وجه.
• بعد كل الانجازات التي حققتيها فما هو هدفك الأكبر الذي تطمحين أن تصلي إليه ؟ و ما هي أبعادك المستقبلية تجاه الإعلام ؟
بدايةً أحمد الله كثيرا ، فبفضله ثم بفضل الداعمين لي قد وصلت لهذه الإنجازات ، و أشكر الاحتضان الذي الامسه من كل الجهات الداعمة و الاشخاص الذين وُضعوا في طريقي ، فلذلك أحرص دائما على أن أمد يد العون للآخرين كما مُدت لي ، و اذا أردنا ان نتحدث عن الطموح فإن طموحي لاسقف له و ليس لدي حدود لأحلامي ، فأنا لدي أهداف بعيدة المدى كلها مرتهنة بتوقيت زمني و احرص على وضع أهداف سنوية أحاول جاهدةً ان احققها ، و لكنني أطمح دوماً أن أخدم مملكة البحرين الحبيبة في أي مكان استطيع ان أخدمها فيه سواءاً كان هذا المكان صرح تعليمي أو صرح شبابي و أن أقدم شيء يفيد المجتمع ككل.
• نصيحة ذهبية تودين ان توجهينها للإعلاميين الناشئين ؟
أهم نصيحة أريد أن أوجهها لهم و هي ان لا يكون الإعلامي عبداً للنجومية ، فمن يدخل مجال الإعلام من باب الشهرة والحصول على النجومية تكون هذه نجومية زائفة فيجب على الإعلامي أن يحرص على ترك أثر ، فالأيام والأشخاص والنجوم تتغير فنجم اليوم ليس هو نجم الأمس ، فإحرص على أن تكون صاحب أثر ولاتغرك الشهرة والشكل و المزايا التي ستحصدها من وراء الشهرة ، و حاول ان تنمي مخزونك الثقافي فالعمل الإعلامي عمل مجهد و شاق و يحتاج الى كم كبير من الثقافة و المعلومات ، و حاول دوماً ان تواكب الأحداث بإستمرار و ان تكون مطّلع على كل ما هو جديد.
نيفين مدور – طالبة في جامعة البحرين
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |