+A
A-

إعلان تأييد السلام خطوة بحرينية شجاعة لإحلال السلام بالمنطقة

في اليوم الدولي للسلام تتعالى هتافات التهاني والتبريكات في مملكة البحرين، على القرار الشجاع الذي أقدم عليه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بإعلان تأييد السلام بين مملكة البحرين دولة إسرائيل، وهي رؤية حكيمة من جلالته لإحلال السلام في المنطقة، لدعم الاستقرار والأمن والازدهار فيها، إذ تمكنت البحرين من كسب تأييد ودعم دول العالم قبيل أيام من اليوم الدولي للسلام الموافق 21 سبتمبر.

واشتهرت مملكة البحرين منذ القدم بقيمها الراسخة القائمة على المحبة والألفة والتعايش والتسامح والعيش بسلام بين أبناء شعبها الطيب، وعملت الملك جاهدة على نشر تلك القيم السمحة، وبتوجيهات سديدة من قبل صاحب الجلالة عاهل البلاد، استطاعت البحرين في الآونة الأخيرة أن تحقق خطوة تاريخية جبارة في نشر السلام في المنطقة، بعد إعلانها تأييد السلام مع دولة إسرائيل، إذ كانت تلك رسالة موجهة من المملكة إلى العالم؛ بهدف إنهاء الاضطرابات في الشرق الأوسط، خصوصا ما يتعلق بإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقًا للمبادرة العربية ومقررات الشرعية الدولية، بما يحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة.

كما أكدت مملكة البحرين حرصها الدائم على أمن واستقرار الدول العربية، ووحدتها وسيادة أراضيها، فإلى جانب موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، فإن المملكة تشارك بشكل فعال في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لترسيخ الشرعية في اليمن، كما تشارك التحالف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب، وتطالب المملكة بوقف التدخلات الإيرانية العدوانية في شؤون الدول العربية، وتدين التحريض الإعلامي على العداوة والعنف أو الكراهية القومية أو العرقية أو الدينية، لما تشكله من انتهاكات خطيرة للمواثيق الدولية.

“تشكيل السلام معًا”

ومع اضطراب العالم بفيروس كورونا “كوفيد 19”، خصصت الأمم المتحدة احتفالية اليوم الدولي للسلام لهذا العام بشأن هذا الفيروس، وجاء شعارها “تشكيل السلام معًا”؛ ليوضح فكرة مفادها بأننا نحن البشر لسنا أعداء بعضنا بل إن عدونا المشترك هو فيروس لا يكل في تهديده صحتنا وأمننا ومعيشتنا، فقد أدى انتشار العدوى إلى تشكيل حالة من الاضطراب العالمي، ليدعو الناس إلى المؤازرة والوحدة، وتذكر أن ما يحدث في جزءٍ واحد من الأرض يمكن أن يؤثر على الجميع في أي مكان.

وبالنسبة لمملكة البحرين فمنذ بدء انتشار جائحة كورونا عالميًا سعت إلى توحيد الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الفيروس، وأخذت الحكومة الرشيدة على عاتقها مسؤولية الحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، وقامت برفع درجة التأهب لمواجهة هذا الفيروس منذ ظهوره في الصين، عبر إطلاق حزمة واسعة من القرارات والإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية المدروسة، والتي ساهمت إلى حد كبير في تحجيم وتقليل الأضرار السلبية الناتجة جراء هذا الفيروس.

إجراءات احترازية مدروسة

اتخذت حكومة البحرين على عاتقها تقديم الرعاية الطبية والخدمات الصحية المجانية لجميع المواطنين والمقيمين على حد السواء، ودأبت بتطبيق استراتيجية مبنية على 3 محاور (اتبع، افحص، عالج)؛ للحد من انتشار العدوى، كما حرصت على إطلاق حملات استباقية وزيارات ميدانية عبر وحدات الفحص المتنقلة لإجراء الفحوصات العشوائية.

وفي هذه الأثناء ورغم الجائحة لم تتوقف المملكة عن تقديمها للخدمات لمواطنيها والمقيمين على أرضها، بل حرصت ألا تؤثر هذه الظروف الاستثنائية على سير الخدمات الحكومية مع الأخذ بعين الاعتبار صحة وسلامة الجميع، فحثت على العمل عن بعد، وأوقفت الحضور المدرسي، وبدأت العملية التعليمية إلكترونيًا لجميع المراحل التعليمية.

ولم تقتصر الإجراءات والجهود المبذولة لحماية أمن وسلامة المجتمع داخل حدود المملكة البحرين فقط، وإنما تمتد هذه الجهود إلى خارج الوطن، إذ قامت وزارة الخارجية عبر بعثاتها الدبلوماسية في الخارج بمتابعة شؤون المواطنين البحرينيين من مسافرين وطلبة في مختلف دول العالم، وقامت بترتيب خطة لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج.

ومازالت مملكة البحرين تذهل العالم بكمية الدعم الذي تقدمه لمواطنيها والمقيمين والمستثمرين خلال هذه الفترة العصيبة، فقد تكفلت المملكة بدفع فواتير الكهرباء والماء منذ بداية الجائحة حتى الآن، إلى جانب تكفلها برواتب البحرينيين في القطاع الخاص في الأشهر الماضية، وقرار الإعفاء من دفع إيجار الأراضي الصناعة الحكومية، ومضاعفة حجم صندوق السيولة ليصل إلى 200 مليون دينار، وإعادة توجيه برامج صندوق العمل “تمكين” وتوجيهها لدعم الشركات المتأثرة، بالإضافة إلى تأجيل أقساط القروض لجميع المواطنين دون احتساب الفائدة.

جهود “السلام” مستمرة

إن جهود مملكة البحرين الحثيثة في مكافحة “كورونا”، ووقف الصراعات ونشر السلام ونبذ العنف ساهمت في تحقيق أهداف لم تستطع الحروب أن تحققها، وما تزال المملكة عاقدة الحزم لتساهم وبفعالية كبيرة؛ لأن تصبح منطقة الشرق الأوسط خالية من المشكلات والأزمات السياسية والصحية، التي يقع ضحيتها آلاف الأبرياء، وبشعار اليوم الدولي للسلام ”تشكيل السلام معًا“ اتضحت الصورة العامة لجميع البشر، بأن الوحدة وتقبل الطرف الآخر المختلف ضروري كون الدين والاختلاف والعرق ليس العدو الحقيقي، فالعدو الحقيقي تشكل بصورة فيروس معدي وقاتل، ولم يفرق بين شعب وآخر، ولا بين صغير وكبير.

كما أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك وإذ تشارك المجتمع الدولي احتفاءه باليوم العالمي للسلام تجاوبًا مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام 1981، وتزامنًا مع توقيع إعلان تأييد السلام ومعاهدة السلام الإماراتية مع دولة إسرائيل، وما يشهده العالم من أزمة إنسانية، إنما تؤكد اعتزازها بتاريخها الحضاري العريق القائم على التعايش السلمي والانفتاح على الثقافات والحضارات، وتمسكها بقيم العدل والتسامح، والتزامها الدائم بإعلاء المُثل العليا للسلام وتعزيزها داخل جميع الأمم والشعوب، وإدراكها المطلق للترابط بين حفظ السلام والاستقرار ودعم الديمقراطية وأهمية التضامن الإنساني في صون كرامة البشر وحقوقهم في العيش المشترك الآمن والكريم وجني ثمار الرخاء والتنمية المستدامة.