+A
A-

عربي يستغل عبارة “يا حسين” لقتل آسيوي سكران

تنظر المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في واقعة قتل ارتكبها عربي (41 عاما – يحمل شهادة هندسة طبية وعاطل عن العمل) بحق عامل آسيوي الجنسية، فقط لأنه شاهده وهو بحالة سكر، فقرر قتله وإخفاء آثار جريمته بمواد كيميائية، وكتب عبارة (الله أكبر، يا حسين، أحبك، لا “لدولة المجني عليه”) على جدار مسكن المجني عليه، ليوحي للمحققين في القضية بأن دوافع ارتكاب الجريمة دينية وطائفية، وأن القاتل شيعي المذهب، بخلاف الحقيقة، إلا أن أفراد الشرطة تمكنوا من القبض عليه واعترف بما نسب إليه من اتهام بالقتل العمد.

وقررت المحكمة إرجاء المحاكمة حتى جلسة 16 سبتمبر المقبل؛ وذلك لاستدعاء شهود الإثبات الواردة أسماؤهم بقائمة الأدلة، مع الأمر باستمرار حبس المتهم لحين الجلسة القادمة.

وتشير التفاصيل التي توصلت إليها تحقيقات النيابة العامة والواردة بملف الدعوى في اعترافات المتهم الذي لم تنقضِ على فترة إقامته في البلاد أكثر من 5 أشهر، والذي قرر أنه في يوم الواقعة فجرا كان واقفا مع عدد من الأشخاص، وقد التقى بالمجني عليه أثناء ما كان الأخير بحالة سكر بيِّن.

وأضاف أنه تحدث مع المجني عليه وطلب منه تسليمه بطاقة هويته ثم اعتدى عليه بالضرب، وعندها لاذ المجني عليه بالفرار من المكان، فلحق به لحين وصولهما إلى مقر سكن الآسيوي وواصل الاعتداء عليه بالضرب، بعد أن قيّد يديه، وخنقه إلى أن تأكد من مفارقته للحياة.

ولفت إلى أنه حاول تشويه مسرح الجريمة بالبعثرة والتخريب في شقة المجني عليه، إذ سكب الصابون والمبيّض “الكلوروكس” وبعض البودرة على جثة المجني عليه لتشويهها لحماية ما قد يكون من أدلة اتهام ضده في حال تم القبض عليه.

كما اعترف الجاني الذي تم القبض عليه خلال أقل من 24 ساعة، أنه تعمد كتابة عبارة “يا حسين” على جدار الشقة، لتظليل المحققين في الواقعة، وللإيحاء بأن دوافع القتل كانت طائفية وأن مرتكب الجريمة من الطائفة الشيعية، كما سرق حقيبة خاصة بالمجني عليه وارتدى بعض ملابسه ولاذ بالفرار من تلك الشقة.

وأوضح المتهم الذي حضر للبلاد على كفالة إحدى العيادات الطبية كون أن شقيقته تعمل طبيبة في أحد المستشفيات بالمملكة؛ كونه يرغب في العمل بالبحرين لكن دون جدوى، أنه لا يعرف المجني عليه أصلا، إلا أنه ما إن شاهده بحالة السكر المشار إليها حتى بادره بالسؤال عن اسمه وديانته وعن الرسول الأعظم (ص)، مدعيا أنه ولحبه لمملكة البحرين لا يقبل بأن يشاهد شخصا ما يتمشى فيها وهو بحال سكر.

ولفت إلى أن سبب ملاحقته للمجني عليه كان في البداية لنصحه فقط، إلا أنه بعد دخوله للمبنى الذي يقطن فيه المجني عليه طلب من الأخير أن يفتح له باب الشقة بهدوء، وبالفعل فتح إليه الباب، إلا أنه وحتى لا يهرب منه المجني عليه تعمد قفل الباب، وعندها تفاجأ بالمجني عليه يضربه حسب قوله، فحصل بينهما شجار بالأيدي.

وأكد أن سبب استعماله المواد الكيميائية على جثة المجني عليه هو أنه بعد ارتكابه للجريمة تذكر أنه شاهد فيلما تعمد فيه القاتل إخفاء الأدلة بسكب تلك المواد على جثة القتيل، فحاول تقليده وسكب الكيمياويات على جثة المجني عليه وعلى أرجاء الشقة، فضلا عن أنه سكب كمية من المشروبات المسكرة عليه أيضا.

وقرر أنه تعمد إسناد الجريمة للطائفة الشيعية؛ كونه يكرهها ويحمل الحقد تجاه منتسبيها، لذا فإنه استعمل أحمر شفاه في كتابة تلك العبارة المذكورة أعلاه حتى يعتقد أفراد الشرطة أن الجاني شيعي المذهب، وبعد انتهائه من كل ذلك غطى رأسه بقطعة قماش ووضع ملابسه التي كان يرتديها وقت ارتكاب الجريمة في حقيبة خاصة بالمجني عليه ورماها في حاوية قمامة.

ولأن المجرم غالبا ما يحوم حول مكان ارتكابه الواقعة، لم يطمئن من إتمامه للإجهاز على المجني عليه إلا بعودته إلى شقة الأخير، وقام بتشغيل المكيف والمروحة فيها، إلا أنه تم القبض عليه في أقل من 24 ساعة.

وكانت أحالته النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 3 يوليو 2018، قتل عمدا المجني عليه مع سبق الإصرار بأن بيت النية على قتله، إذ خطرت بذهنه فكرة القتل وأتيح له الوقت الكافي للتفكير بها وهو بحالة هدوء وسيطرة على المجني عليه ثم صمم عليها ونفذها، فقيد يدي المجني عليه ورجليه، واعتدى عليه بالضرب وخنقه من رقبته، قاصدا من ذلك إزهاق روحه، وبلغ مقصده بأن أحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته، مستغلا في ارتكاب جريمته عجز المجني عليه عن المقاومة، وفي ظروف لا تمكن الغير من الدفاع عنه؛ كونه بحال سكر وتقييد في مسكنه بمفرده، كما اتخذ طرقا وحشية لارتكاب جريمته ومثل بالمجني عليه، إذ شل حركته وضربه وخنقه لأكثر من مرة، كما قام بتصويره، ومن ثم أزهق روحه.

وقد اقترنت تلك الجناية بالجرائم التالية، دخل مسكنا خلافا لإرادة صاحب الشأن فيه والسرقة والإتلاف وتضليل القضاء وانتهاك حرمة جثة؛ وذلك بأنه في الزمان ذاته والمكان ذاته دخل مسكن المجني عليه دون إذنه أو موافقته وأتلف محتوياته، كما سرق المنقولات والمملوكة للمجني عليه وانتهك حرمة جثة الأخير وغير من حالتها ومن حال مسكنه بهدف تضليل القضاء، كما أنه دخل مسكن المجني عليه خلافا لإرادته وفي غير الأحوال المبينة قانونا وذلك بقصد ارتكاب جريمة.

كما سرق المتهم المنقولات المملوكة للمجني عليه من مسكنه، وأتلف منقولات أخرى تعود ملكيتها للمذكور، كما انتهك حرمة جثة المجني عليه وأحدث بها الحروق، والتي تسبب بها بقصد تضليل القضاء بتغيير حالة المجني عليه ومكان الواقعة والأشياء المتحصلة من جريمة القتل العمد، بأن حسر بنطال المجني عليه للإيحاء بأنه قد تعرض للاعتداء على عرضه، كما افتعل الفوضى والبعثرة والتكسير وسكب مجموعة من السوائل على المجني عليه وبأنحاء متفرقة من مسكنه، وكتب على الحائط عبارات للإيحاء بأن الجاني ارتكب جريمته لدوافع معينة.