+A
A-

عيد الوالدين وليس عيد الأم فقط

ليس استنقاصا من قدر الأم ومكانتها وثقلها في ميزان الحب والتوقير والعدالة الإلهية، وهي المكمل أو بالأحرى النصف الثاني للبشرية على هذه المعمورة، ولو لا حواء لما كنا وبالعكس وكذلك آدم!

ثمة آيات كثيرة أنزلها البارئ جل شأنه في محكم كتابه العظيم، تحثنا وتوصينا وتأمرنا أيضا باحترامهما وتوقيرهما لدرجة حتى لو دعونا للشرك والعياذ بالله لم يتغير ذلك الحب والتوقير لهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا كما جاء في التعبير القرآني.

ومن الملاحظ أن الله جل وعلا جمع بين الأبوين في ميزان الوجود ولم يفرق بينهما في آية من آياته، وكل الآيات التي نزلت في حقهما مثنى كقوله عز وجل “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا”، “فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا”، “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”، وغيرها كثيرة لا يتسع المقام لذكرها وحصرها.

وفي وقتنا الحاضر نجد أن المجتمع الأنثوي جعل كفة ميزان العدالة الإلهية لصالح الأم فقط! وكفة الوالد صارت نسيا منسيا، متناسين الكدح وسهر الليالي والعمل الشاق المضني طوال عمره، وتغربه عن وطنه إذا عز عليه العيش ولا يدري ذلك الضعيف المندق في أي منكبة من مناكب الأرض يجد رزقه وقوت عياله وفي أي مكان في البر أو البحر، ويكابد ضنك الحياة من أرزاء الديون والقروض المترتبة على عاتقه في أحلك الظروف لأجل توفير لقمة العيش لأبنائه وأفراد أسرته ومحاولته الصعبة الحنونة لمواكبة الزمن وإظهار البسمة والسعادة على وجوههم.

من هذا المنطلق ندعو بناتنا وأخواتنا والإخوة الكرام أن يجعلوه “عيد الوالدين” وليس فقط عيد الأم...

 

مصطفى الخوخي