العدد 6088
الأحد 15 يونيو 2025
banner
منظومة التعليم ومستقبل الحضارة
الأحد 15 يونيو 2025

يشهد الواقع التعليمي في مملكة البحرين حاليا حراكا لم يسبق له مثيل، فمن المعارض المتخصصة في شؤون الجامعات إلى يوم المهن ورعاية الجامعة الأهلية له، حبل سري يتناغم مع طبيعة المرحلة، ويتواكب مع ضرورة أن يكون التعليم كـ “الماء والهواء”، والعلم هو البساط السحري الذي ينقل البشرية من الظلمات إلى النور.
ولحسن الطالع أن جامعتنا الأهلية قد شاركت في معرض صحيفة “البلاد” للجامعات يوم الخميس الماضي، وها نحن اليوم الأحد ننظم في عقر الحرم الجامعي لـ “الأهلية” المعرض السنوي للمهن المتزامن مع احتفالات المملكة بيوم المهن، وسط رعاية وحضور فوق العادة للوزير القدير وزير التربية والتعليم د. محمد بن مبارك جمعة، وهو ما يؤكد اهتمام الدولة بهذا القطاع التنويري الرحب، وتلك المناسبات الجليلة التي تضع أقدامنا على عتبات ثورة المعلوماتية، من أجل إعادة البحرين لمكانتها اللائقة بها كمركز للتعليم العالي المتقدم الذي يفي بمتطلبات أسواق العمل، ومقتضيات العلوم الحديثة، واقتصاد المعرفة، والتقنيات الرقمية الفارقة.
لقد بذلت مملكة البحرين خلال تاريخها الطويل جهودا مُضنية من أجل أن يعود إليها زخمها كمركز للإشعاع العلمي والثقافي والحضاري في المنطقة، وأن تكون في مكانها الطبيعي الطليعي كمحور إقليمي لجذب الطلبة والباحثين والعلماء من مختلف بقاع المعمورة.
إن حرص وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي الدكتور محمد بن مبارك جمعة على حضور معرض يوم المهن بالحرم الجامعي لـ “الأهلية” لهو دليل مهم على توافر الأجواء والمناخات اللازمة لدعم المنظومة الجامعية، وتحقيق أكبر تعاون ممكن بين الدولة والقطاع الجامعي الخاص؛ إيمانًا واحتسابًا بأن طائر التعليم الراقي لا يحلق إلا بجناحين، أحدهما عام أو حكومي والآخر خاص، وهو ما يحدث حاليًا من تتبع وتتابع وتعاون لم يسبق له مثيل بين جامعاتنا ومعاهدنا المتطورة من ناحية، ومن ناحية أخرى مع الجامعات الحكومية ومختلف أجهزة الدولة من وزارة تربية وتعليم ومجلس تعليم عالٍ وهيئة جودة التعليم والتدريب، وغيرها من المؤسسات الوطنية الداعمة والراعية لقطاع التعليم الجامعي الذي يبلغ من العمر عشرات السنوات، ونحو ربع قرن هو عمر التعليم الجامعي الخاص الذي نستعد للاحتفاء بيوبيله الفضي المتزامن مع تأسيس أول جامعة بحرينية خاصة في المملكة وهي الجامعة الأهلية.
إن منظومة التعليم بلغت من النضج والتأكد ما يجعلها قادرة على استيعاب مختلف صنوف المناهج والبرامج الكفيلة بدعم منظومة البحث العلمي، وجعل هذه المنظومة في خدمة المجتمع والاقتصاد ومختلف شؤون الحياة العامة، هو ما نخطط له دائمًا وما نطلبه من علمائنا وطلابنا وأكاديميينا الأجلاء، وهو بالتالي ما سوف يجعل جامعاتنا محورًا من محاور التفكير التقني، ومركزًا من مراكز التنوير العلمي، وبؤرة انطلاق من بؤر التعامل مع قضايا ومشكلات الواقع الإقليمي المحتشد بالتحديات، والمواجهة لها بقلب ملؤه الإيمان بالمعرفة، وبعقل تحركه إحداثيات المستقبل، وإرهاصات التقدم، وتقاطعات الحاجات مع الإمكانات.
معرض يوم المهن في نسخته الثالثة عشرة، وتزامنه مع معارض الجامعات، خاصة معرض صحيفة “البلاد” الغراء في مجمع السيف - المنامة، يؤكد ذلك التلاحم في التفكير والتخاطب في التأصيل والتدبير، والتفاهم عن بُعد من أجل تطوير تقنيات أكثر حداثة، وتوطين معارض أعلى قدرة على استيعاب متطلبات اللحظة الوطنية الفارقة: شباب + تعليم راقٍ + تقنية فارقة = مجتمعًا متطورًا وشعبًا واعيًا، وحضارة لا تخطئ ضالتها المنشودة.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .