+A
A-

الشعلة: الكتاب عمل توثيقي يرصد تطورات الاقتصاد البحريني والخليجي

أكد راوي وموثق كتاب “من نافذة الغرفة” عبدالنبي الشعلة، بالغ اعتزازه بمناسبة تدشين الكتاب، قائلًا في كلمته بالحفل: “في الواقع، أنا سعيد جدًا بهذه المناسبة، وهذا الحضور المتميز، والاهتمام البارز بهذا العمل المتواضع، الذي يؤكد الحاجة الملحة لمثل هذه الأعمال التوثيقية، وهذه الإصدارات المهمة التي توثق وتضيف وتثري المكتبة الاقتصادية البحرينية، متمنيا أن تكون هذه بداية لمزيد من هذا النوع من الأعمال.
فالعمل الذي بين أيديكم هو عمل توثيقي تمكنت من خلاله من رصد التطورات والتحديات والتحولات والمنعطفات التي مرّ بها الاقتصاد البحريني والخليجي، خلال الفترة التي كنت فيها عضوًا في مجلس الإدارة، وهي من بين أهم الفترات التي مررنا بها.
عندما التحقت بمجلس الإدارة، كان ذلك قبل منتصف الحرب العراقية الإيرانية، والتي استمرت ثماني سنوات. في تلك الفترة، انسحبت القوات الإيرانية من العراق، وانتقلت الحرب إلى مرحلة كسر العظم بين الطرفين، وشملت مثلا تدمير ناقلات النفط في الخليج، الإيرانيون يدمرون النفط العراقي، والعراقيون يردّون بالمثل.
ونحن في البحرين والخليج نشرب من مياه الخليج، وكلنا يعرف أن التلوث أو التسمم فيها خطر كبير على الثروة البحرية أيضا، ولكن تجاوزنا تلك المرحلة، وما إن انتهت الحرب، حتى جاءت الطامة الكبرى باحتلال الكويت، ثم تحريرها، وكلها أحداث وتحديات أثّرت على الاقتصاد الوطني، سلبًا وإيجابًا أحيانًا، ومن بينها أيضًا تقلبات أسعار صرف الدولار، وهو عامل آخر مؤثر على اقتصادنا.
من المحطات المهمة التي توقفت عندها في الكتاب، على سبيل المثال، افتتاح جسر الملك فهد، وهو من أكبر الأحداث التنموية في تاريخ البحرين، حيث نقل المملكة من جزيرة إلى شبه جزيرة، ووسّع السوق والفرص التجارية.
كذلك تناولتُ موضوع أسواق الأوراق المالية، وبالأخص سوق المناخ الكويتي، الذي استفادت منه البحرين في بداياته، ولكن حين انهار، كانت له انعكاسات سلبية على الاقتصاد البحريني، ضمن تحديات أخرى كثيرة.
ورغم التحديات، كانت هناك إنجازات كبيرة أيضًا رصدتها، واحتفلنا خلالها بمرور خمسين عامًا على تأسيس هذه المؤسسة العريقة، التي تُعد بحق مصنع الرجال، وصانعة الاقتصاد، والتي ساهمت في خدمة الوطن من مختلف المواقع والمرافق.
أما عن فكرة الكتاب، فقد ظننت في البداية أنها ستُنجز خلال أشهر، لكنها استغرقت وقتا طويلا. بدأنا البحث، وكان المؤلف حريصًا على أن يُوثَّق كل ما يُقال بالأدلة والمستندات، وقد أخذ الحصول على هذه الوثائق، وتبويبها، وتقديمها للكاتب، وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى العودة إلى مخزون الذاكرة، والملفات والمستندات التي كنت أحتفظ بها منذ تلك الفترة، وقد خرج الكتاب بشكل متكامل وسرد ممتاز، يغطي معظم الجوانب والمحطات، إن لم يكن جميعها”.
وتخلل الحفل معرض صور مصاحب تضمن مجموعة من الصور التاريخية التي وثقت المرحلة الزمنية التي يغطيها الكتاب، والاجتماعات والفعاليات التي شارك فيها الشعلة بفترة عضويته، كما شهد حفل التدشين توقيعًا للكتاب، إذ حرص الحضور على اقتناء نسخ موقعة من المؤلف غسان الشهابي والراوي عبدالنبي الشعلة.