راحلون وبصماتهم باقية.. الراحل أحمد علي كانو.. قطب تنويع التجارة وتمثيل الوكالات
في السادس والعشرين من شهر يونيو بالعام 1921، وُلد الراحل أحمد علي كانو في مدينة المنامة، وتوفي، رحمه الله، في الخامس عشر من يوليو بالعام 1997، بعد أن ترك سيرة شخصية حافلة كان لها دور بارز في مسيرة التنمية الاقتصادية، إذ يُعدّ رمزًا من رموز الاقتصاد الوطني، وذلك منذ قيادته واحدة من أكبر المؤسسات العائلية المرموقة على مستوى الخليج والوطن العربي، وهي شركة يوسف بن أحمد كانو، التي تولى إدارتها منذ العام 1945.
فريج “كانو”
نشأ الراحل وسط العاصمة المنامة، وتحديدًا في فريج كانو، حيث عاش مع والده المرحوم علي بن محمد كانو. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدارس المنطقة حتى مطلع الثلاثينات، ثم التحق بمدرسة الهداية الخليفية في المرحلة الثانوية أوائل الثلاثينات. وفي نحو العام 1934، سافر مع ابن عمه المرحوم محمد بن جاسم كانو للدراسة بالجامعة الأميركية في بيروت، وكانا من أوائل البحرينيين الذين توجهوا للدراسة في الخارج آنذاك. وبعد إتمام دراستهما، عاد الاثنان إلى البحرين للمشاركة في إدارة أعمال شركة العائلة إلى جانب والديهما وجدهما الحاج يوسف بن أحمد كانو، رحمهم الله جميعًا.
التحديث والتنويع
تشير إحدى الحلقات الوثائقية من سلسلة “حكاية المنامة”، إلى أن الراحل أحمد وابن عمه محمد تولّيا إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو منذ أوائل الخمسينات، وعملا معًا على تطويرها وتحديث أنشطتها، إذ نقلاها من مجرد تجارة ببعض المنتجات الاستهلاكية وتمثيل وكالات البواخر والنفط والسيارات، إلى مرحلة التوسع الكبير أفقيًا وعموديًا، شمل ذلك إضافة وكالات جديدة في مجالات الملاحة الجوية والبحرية، والتأمين، والمشروعات الصناعية والتجارية والخدمية؛ ما جعلها واحدة من أكبر الشركات متعددة الأنشطة في المنطقة.
المجلس التأسيسي
شارك الراحل في عضوية المجلس التأسيسي المكلف بوضع دستور دائم للبلاد بالعام 1972. ففي التاسع من ديسمبر من ذلك العام، أصدر المغفور له أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيّب الله ثراه، مرسومًا بتعيينه عضوًا في المجلس التأسيسي، إلى جانب سبعة أعضاء آخرين. وجاء هذا التعيين تقديرًا لمكانته الرائدة، واعترافًا بعطائه الوطني والاقتصادي والخيري.
شركات مرموقة
ترأس الراحل عددًا من الشركات المرموقة، وكان من المؤسسين لشركة البحرين لتصليح السفن والهندسة “باسرك”، وتولى رئاسة مجلس إدارتها حتى وفاته. كما ساهم مع ابن عمه المرحوم محمد بن جاسم كانو في تأسيس شركة طيران الخليج، وكان من المؤسسين لبنك “إنفستكورب”، إذ كان أحد أول خمسين موجّهًا لسياسته، وعضوًا في مجلس إدارته، وتولى منصب نائب الرئيس منذ تأسيسه. كما لعب دورًا بارزًا في دعم غرفة تجارة وصناعة البحرين التي تأسست بالعام 1951.
(تأسست غرفة تجارة وصناعة البحرين في العام 1939 كأول غرفة تجارة في منطقة الخليج العربي سميت باسم "جمعية التجار العموميين"، وقررت الجمعية في 12 يونيو 1950 تغيير اسمها إلى "غرفة تجارة البحرين"، وتم تشكيل أول هيئة إدارية وهي بمثابة مجلس إدارة للغرفة (في 31 مايو 1951).
وتنوّعت مساهماته في القطاع التجاري، إذ أسس بالعام 1968 شركة فنادق البحرين، المالكة لفندق الخليج، أول فندق خمس نجوم في البحرين، وتولى رئاسة مجلس إدارتها حتى وفاته.
بنك البحرين الوطني
مثّلت فترة رئاسته لمجلس إدارة بنك البحرين الوطني محطة مهمة في حياته، إذ شهدت تلك المرحلة بدء إنشاء برج البنك المكون من 25 طابقًا، والذي يُعدّ من أكبر الأبراج في البحرين، بتكلفة بلغت نحو مليوني دينار، وتم الانتهاء من بنائه في نهاية العام 1998.
وساهم الراحل بشكل كبير في تعزيز مكانة البنك محليًا وعالميًا، وتم في عهده تخصيص نسبة من أرباح البنك لبرنامج الهبات والتبرعات للمشروعات ذات النفع العام، مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. ومن أبرز تلك المشروعات: مركز بنك البحرين الوطني الصحي، ومركز العلاج الطبيعي، ودار رعاية المسنين.
التكريم
تقديرًا لإسهاماته الاقتصادية والإنسانية، نال الراحل أحمد علي كانو لقب “رجل الأعمال الخليجي للعام 1994”؛ تكريمًا لقيادته واحدة من أعرق الشركات العائلية الخليجية ذات الأنشطة الاستثمارية المتنوعة والمتكاملة.