في عامها الأربعين، تواصل جمعية المحرق التعاونية رسم ملامح تجربة اقتصادية واجتماعية فريدة في مملكة البحرين، حيث أعلنت هذا العام توزيع أرباح بنسبة 9 % من رأس المال المدفوع، إلى جانب زيادة ملحوظة في قيمة الأصول وحقوق الملكية، ما يعكس كفاءة الإدارة ووضوح الرؤية.
ولم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل هو ثمرة مسيرة حافلة بالعطاء والنجاح، إذ بلغ مجموع الأرباح الموزعة خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة أكثر من 150 % من رأس المال، وهو رقم يؤكد استمرارية الأداء وتراكم الثقة بين الجمعية ومساهميها. ويعود الفضل في ذلك إلى رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الذين تعاقبوا على الإدارة والذين ينتمون إلى نخبة مخلصة من أبناء مدينة المحرق، ويجسدون قيم الوفاء والانتماء والخدمة المجتمعية. رحم الله من توفي منهم.
وتعود قصة تأسيس الجمعية إلى عام 1985م، حين اجتمع 96 شابًّا من أبناء المحرق بدافع الإيمان بمبدأ التعاون والعمل الجماعي، فعقدوا جمعية تأسيسية بمقر نادي المحرق القديم، وشُكّلت لجنة برئاسة المواطن المحرقي يونس عبدالله الجامع، وتقدموا بطلب رسمي لتأسيس الجمعية التي أُشهرت رسميًا في 5 أغسطس 1985. ومنذ ذلك التاريخ، مضت الجمعية بخطى واثقة، حيث افتتحت أول سوق لها بمنطقة الحالة في مدينة المحرق عام 1986، ثم توسعت إلى عراد والمنطقة الشمالية، وأدارت محطة وقود نادي المحرق وسوقه الاستهلاكي، إلى أن دشّنت مقرها الرئيس في البسيتين عام 1990.
وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها في نهاية التسعينيات، والتي بلغت ذروتها بقرار الحل في عام 2000، إلا أن إرادة المخلصين من أبناء المحرق، أعادت الجمعية إلى الحياة في عام 2003، لتبدأ مرحلة جديدة من التطوير والإصلاح وتحقيق الأرباح.
واليوم، ومع حلول الذكرى الأربعين لتأسيسها، تقف جمعية المحرق التعاونية شامخة بما حققته من إنجازات، مؤكدةً أن المؤسسات التي تنطلق من المجتمع، وتحافظ على القيم، قادرة على الصمود والتطور.
تواصل الجمعية تقديم خدماتها لأهالي المحرق وتفتح آفاقًا اقتصادية جديدة من خلال تأجير محلات تجارية بمركزها التجاري المميز بمساحات محلاته الأنيقة الواسعة، بأسعار تأجير تنافسية، كما وتعمل على دراسة جدوى مشاريع تنموية جديدة في منطقة عراد، وكذلك في أرضها الأخرى في المنطقة الصناعية، ما يعكس استمرار نهجها في خدمة المجتمع.
أربعون عامًا من العمل والوفاء، من التحدي والإنجاز
إنها قصة نجاح بحرينية تستحق أن تُروى، ونموذج تعاون وطني نفتخر به. فكل الشكر والتقدير لإدارة الجمعية، وكل التهاني لمساهميها وأهالي المحرق جميعًا الذين من حقهم أن يفخروا بجمعيتهم الرائدة.
وهنا أدعو القائمين على الجمعية إلى تدشين كتاب يوثق مسيرة الجمعية خلال 40 عامًا يسرد جزءًا مهمًّا من تاريخ مدينة المحرق، ليكون مرجعًا للباحثين والأجيال الجديدة.
*عضو جمعية الصحفيين البحرينية