عندما سألت الناقد الدكتور فهد حسين في حوار سابق عن المبادرات الثقافية التي تحتاج إلى الخروج، أجاب: “نحن بحاجة إلى أكثر من مبادرة تقدم عليها المؤسسة الثقافية الرسمية والمؤسسة الثقافية الأهلية، خصوصا أن البحرين لها مكانتها التاريخية والحضارية والثقافية والأدبية عبر التاريخ، مثل جائزة تقديرية، جائزة تشجيعية، إعادة مشروع جائزة الكتاب المتميز، الاستمرار في تشجيع الإصدار المشترك من قبل هيئة الثقافية ومن قبل مركز عيسى الثقافي، ويكون أيضًا من قبل المؤسسات الثقافية الأهلية، إقامة المؤتمرات والملتقيات السنوية، أدبية وثقافية، التمثيل الخارجي الذي لا ينبغي أن يقتصر على أعضاء مجالس الإدارات في المؤسسات الثقافية”.
سأقف عند النقطة الأخيرة بمختلف أصنافها للتشخيص وإقامة العدل، فإلى متى سيبقى المنتمون وأعضاء المؤسسات الثقافية الأهلية أفرادا قليلي الحيلة أمام احتكار أعضاء مجالس الإدارات الأرض والفضاء؟ وكأن العالم لم يسمع إلا بهم فقط، والباقون هوية ضائعة وحالة اغتراب تشوه الروح. الاحتكار الذي نعرفه الآن منتصب أمامنا وجها لوجه، ويطارد المبدعين من فنانين وأدباء وكتاب ويعزلهم في جزيرة ضائعة، وهذه قضية ينبغي التصدي لها، بل وتحول الاحتكار إلى شكل من أشكال الصراع والتهميش – تهميش أي عضو خارج مجالس الإدارات – لأن كل شيء يسير حسب مشيئة الرئيس ومن يقف حوله. الصراع هو قانون الحياة ويظل يعمل حتى ينضوي أحدهما وينتصر الآخر، لكن الصراع هنا محسوم والأفضلية معروفة والغضب العارم مسلط على البعيدين عن طاولة مجالس الإدارات.
كون حضورهم رمزيا، فهم مطوقون بخيوط العنكبوت ومكبلون بالضياع، أما من يجلس على الطاولة فله عطور الصبايا والرفاه والخروج الكبير إلى الساحة الواسعة حيث البطولة.
كاتب بحريني