+A
A-

"أضواء على السينما اليابانية" في مهرجان أفلام السعودية

ينطلق هذا الأسبوع مهرجان أفلام السعودية في نسخته الحادية عشرة تحت شعار "قصصٌ تُرى وتُروى"، مجددًا التزامه بدعم الإبداع المحلي وإبراز السينما السعودية على الخارطة الدولية. الحدث السينمائي الأبرز في المملكة يعود بمجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تسلط الضوء على الهوية، وتحفّز الحوار الإبداعي بين صنّاع الأفلام والمواهب من مختلف أنحاء العالم.

وتتميّز دورة هذا العام بتقديم برنامج خاص عن السينما اليابانية تحت عنوان "أضواء على السينما اليابانية"، والذي يتضمن عروضًا لأفلام يابانية مميزة، إلى جانب ورش عمل وجلسات نقاشية مع أسماء بارزة من صناعة السينما في اليابان. ويهدف هذا البرنامج إلى خلق جسور تواصل بين السينمائيين اليابانيين ونظرائهم الخليجيين والعرب، بما يعزز فرص التعاون الثقافي ويُفتح آفاقًا جديدة للمواهب الصاعدة.

السينما اليابانية، التي تمتد جذورها لأكثر من قرن، تُعرف بتفرّدها وعمقها، وقدرتها على التعبير عن خصوصية المجتمع الياباني بعناصره الثقافية والتقليدية. لطالما كانت مرآة تعكس الواقع الياباني وتحاكي قضاياه ومشاعره، حتى أصبحت أحد أبرز أشكال التعبير الفني في العالم.

وسيعرض المهرجان مجموعة من الأفلام اليابانية المختارة ضمن البرنامج الخاص، لتمنح الجمهور السعودي تجربة سينمائية آسرة، وتتيح للمبدعين فرصة استلهام الرؤى الفنية من ثقافة سينمائية فريدة لا تزال تبهر العالم.

ضمن البرنامج الخاص الذي يحتفي بالسينما اليابانية في مهرجان أفلام السعودية 2025، ستُعرض مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة، التي تعكس روح الابتكار والأسلوب الفلسفي العميق الذي لطالما تميزت به السينما اليابانية. ومن بين أبرز هذه الأعمال:

"قصير للغاية" – فيلم رسوم متحركة قصير 

من إخراج المبدع كوجي يامامورا، يستلهم هذا العمل فكرته من قصة قصيرة للكاتب هيديو فوروكاوا، حيث يخوض رجل رحلة غريبة في طوكيو للعثور على "أقصر شيء"، ليكتشف أن الجواب يكمن في مقطع لفظي ينطقه رجل يحتضر. الفيلم يمزج بين السرد الفلسفي والبصري في استكشاف الزمن واللغة بطريقة غير تقليدية.

"جبل الرأس"  – فيلم رسوم متحركة قصير 

يروي هذا العمل الطريف والساخر حكاية رجل بخيل يبتلع نوى كرز، لتبدأ شجرة كرز بالنمو من رأسه! هذا التحول المفاجئ يمنحه شهرة غير متوقعة، ولكنها تجلب معها مشاكل لم تكن في الحسبان. الفيلم أيضًا من إخراج كوجي يامامورا، بأسلوب رسوم يعبّر عن تقاطع الغرائبية مع الرمزية.

كابوراجي"  – فيلم درامي قصير (24 دقيقة)

من توقيع المخرجة ريسا ناكا، يسلّط الضوء على عالم الصحافة الاستقصائية، من خلال قصة مصور يعمل لصالح مجلة أسبوعية، يتورط في فضيحة تؤدي إلى انتحار ممثلة شهيرة. لاحقًا، تصله رسالة مجهولة تكشف أسرارًا جديدة عن فنانة أخرى، ما يضعه أمام اختبار أخلاقي جديد.

"العالم الجديد" – فيلم درامي قصير 

في يوم مشمس من يونيو، يجتمع كانامي بصديقه القديم فوكو في البرية، بدعوة تحمل غرضًا غامضًا. الفيلم، الذي أخرجته تومومي موراقشي، يقدّم سردًا شاعريًا عن الذكريات والقرارات التي تغيّر مجرى الحياة.

"توما رقم 2"– دراما (19 دقيقة) 

من إخراج يوهي أوسابي، يحكي الفيلم قصة مؤثرة عن توما، الذي يتخذ قرارًا بوضع والده المسن في دار رعاية. خلال ترتيبه لأغراض والده، يعثر على كاميرا فورية قديمة تحمل اسم "TOMA No.2"، لم تُحمّض صورها بعد. عبر تلك الصور، يبدأ توما رحلة لاستعادة ذكريات والده وفهم ماضيه بطريقة إنسانية عميقة.

"الأزرق والأبيض"  – دراما (25 دقيقة) 

في يوم جنازة زوجته، ينشغل ريوسوكي بصناعة الملح في محاولة للحفاظ على تقليد محلي قديم. الفيلم، من إخراج هايرويوكي نيشياما، يتناول موضوع الحزن من خلال تفاصيل الحياة اليومية، ويعكس كيف يمكن للروتين أن يكون وسيلة للشفاء والتمسك بالهوية الثقافية.

"أضواء أوزوماسا" – دراما

روي الفيلم، من إخراج كين أوتشياي، قصة ممثل محترف في أداء مشاهد الموت في أفلام الساموراي الكلاسيكية، والذي يجد نفسه مهددًا بالاندثار مع تراجع شعبية هذا النوع من الدراما التاريخية في استوديوهات أوزوماسا الأسطورية في كيوتو. عمل يحمل بُعداً تأملياً حول نهاية عصر وبدايات جديدة في عالم السينما.

"عودة النهر" – فيلم دراما فانتازيا طويل 

من إخراج ماسكازو كانيكو، تدور القصة في فترة ما بعد الحرب، حيث ينطلق صبي صغير في مغامرة خيالية نحو بركة غامضة، على أمل إنقاذ قريته وعائلته من فيضان وشيك. فيلم يغوص في الرمزية والأسطورة، ويقدّم تصورًا بصريًا ساحرًا عن الشجاعة والطبيعة والأمل.